أعراض الاضطراب النفسي
أعراض الاضطراب النفسي
“فانْظُرْ بِعَقْلِكَ إنَّ العيَنَ كاذِبَةٌ واسْمَعْ بِقَلبِكَ إنَّ السّمْعَ خوّان” يُتَعرف على الأعراض التي تحدد الإصابة باضطراب نفسي من خلال المقابلة الشخصية مع المريض أو الأشخاص المحيطين به، فقد اعتاد الأطباء النفسيون تقسيم أعراض الاضطراب النفسي إلى عدة أقسام، لما لها من فائدة كبيرة في مساعدة أغلب المختصين، ويأتي في أولها “المظهر العام” وهو أكثر شيء يلفت المختص، وتأتي بعد ذلك “الأعراض السلوكية” وهي السلوكيات الظاهرة كطريقة التحدث، والمشي، ونظرات العينين، ثم تليها الأعراض الجسدية، إذ تأتي أغلب الاضطرابات النفسية مصحوبة بأعراض جسدية، وتختلف الأعراض الجسدية ذات المنشأ النفسي، عن ذات المنشأ العضوي، في كونها غير مترابطة ولا تشير إلى اضطراب جهاز عضوي محدد، إلى جانب كونها تأتي بعد التعرض إلى الضغط النفسي.
وتندرج تحتها أيضًا الأعراض الشعورية، إذ تختلف المشاعر تبعًا لنوعها، وشدتها، فالمشاعر المرتبطة بموقف قصير الأمد كالضحك، أو البكاء، تُسمى انفعالًا، وإذا طال أمدها كالاكتئاب يُطلق عليها مزاج، كما أن هناك اضطرابات التفكير التي تنقسم إلى ثلاثة مستويات مختلفة عن بعضها وهي: “اضطراب مسار التفكير” وهو مدى سرعة التفكير وكميته خلال وحدة معينة من الزمن، إذ يتسارع مسار التفكير في حالات الهوس، ويتباطأ في حالات الاكتئاب والفصام، و”اضطراب شكل التفكير” يظهر في طريقة التعبير عن الأفكار فتبدو الأفكار متداخلة، وغير مكتملة، و”اضطراب محتوى التفكير” قد يظهر في شكل ضلالات أو اعتقادات خاطئة راسخة كوساوس وشكوك.
الإدراك الحسي هو العملية التي تعطي معنًى محددًا للمثيرات الحسية التي تقع على حواسنا كالشم واللمس والتذوق، وعندما يحدث اضطراب بالإدراك الحسي، تنتج عنه هلاوس أو انخداع، وتصيب الهلاوس والانخداع جميع الحواس، ويكمن الفارق بينهما في أن الانخداع يكون نتيجة مؤثر خارجي، ولكن المريض يُسيء فهمه وتأويله على حسب حالته النفسية، كأن يكون الشخص في انتظار قدوم أحدهم وعند سماعه لأي صوت عابر يفتح الباب سريعًا، ويحدث الانخداع مع اضطرابات القلق والصدمة والهذيان، بينما الهلاوس تنشأ دون وجود مؤثر خارجي، وتنقسم إلى هلوسات بصرية، إذ يرى الشخص أشياء لا وجود لها، وهلوسات سمعية، وفيها يسمع المريض أصواتًا داخل رأسه تنادي عليه أو تأمره بفعل شيء ما، وتكثر الهلاوس عند المصابين بالفصام.
الفكرة من كتاب حكايات التعب والشفاء دليل الصحة النفسية
في الوقت الذي تقرأ فيه هذا الكتاب، اعلم أن فردًا من بين كل أربعة أفراد يعيشون حولك ربما يعاني أحد الاضطرابات النفسية، وقد يكون هذا الإنسان ضمن أفراد أسرتك، أو جيرانك، مما يجعل الاضطراب النفسي من أكثر الإعاقات النفسية شيوعًا بل من أخطرها، لأنك قد تكون أحد المصابين به ولا تعرف ذلك، كما أن غالبية المرضى لا يعترفون بمرضهم ويرفضون العلاج، بل قد يصلون إلى مرحلة إنكاره.
ولذا كان هدف هذا الدليل النفسي توعية الجميع من المختصين وغير المختصين بالاضطراب النفسي، وطرق علاجه وكيفية التعامل مع مرضاه. إلى جانب عرضه تقنيات المقابلة النفسية التشخيصية، ومتى يلزم التدخل العلاجي.
مؤلف كتاب حكايات التعب والشفاء دليل الصحة النفسية
نبيل القط: كاتب، وطبيب مصري، تخرج في كلية الطب جامعة المنصورة عام ١٩٨٨، وحصل على ماجستير في الأمراض النفسية والعصبية من جامعة عين شمس. عمل في مجال الطب النفسي على مدار ٣٠ عامًا، وشارك في عديد من المؤسسات مثل اليونيسيف، وهيئة الأسرة الدولية، بالإضافة إلى كونه عضو مجلس إدارة بالجمعية المصرية للعلاجات الجماعية، وجمعية الطب النفسي التطوري، وله عديد من المقالات في الصحف والمجلات، بالإضافة إلى كثيرٍ من المقابلات التليفزيونية، كما شارك بالتمثيل والكتابة والإشراف في بعض الأعمال الدرامية مثل (فوق مستوى الشبهات، وسقوط حر، وتحت السيطرة، وعائلة الحاج نعمان)
ويُعد كتاب “حكايات التعب والشفاء” هو الكتاب الوحيد المطبوع من تأليفه.