الألعاب الإلكترونية والتسوُّق القسري
الألعاب الإلكترونية والتسوُّق القسري
قبل عصر الإنترنت كانت تُقاوَمُ نزعة الاستهلاك المفرطة والتسوق لدى الإنسان من خلال مواعيد فتح وغلق المتاجر، إلى جانب الحاجة إلى انتقال الشخص بنفسه إلى المتجر، لكن الآن في عصر التسوق الإلكتروني، تستطيع وأنت في بيتك وبملابس النوم الخاصة بك أن تشتري ما تشاء، ويأتي لك إلى باب المنزل، بل وسوف تشتري أشياء ما كنت لتشتريها في الواقع، لأنها سوف تسبب لك الإحراج؛ فخلق التسوق الإلكتروني بذلك نوعًا من الإدمان يعرف باسم “التسوق القسري”، إذ لا يستطيع المرء أن يمنع نفسه الإنفاق والشراء، لكثرة ما يراه من المنتجات والبضائع، فأنت لن تصادف أن المحل مغلق، أو لا يوجد هذا المنتج، ما قد يهدِّد بخراب العلاقة الزوجية والمهنية لأن هذا التسوق القسري يعرض صاحبه للإفلاس والديون، وأكثر ضحايا هذا النوع من الإدمان “الإناث” لتعلقهن بصيحات الموضة.
كما يصاب مدمنو ألعاب الكمبيوتر والموبايل بما يعرف بـ”اللعب القسري”؛ فالمدمن يكون مجبرًا على اللعب، لأن تلك الألعاب تشعره بالمتعة والإثارة عن طريق إفراز مادة الدوبامين في المخ، وبالتالي فإن توقفه عن اللعب سوف يشعره بمزاج مضطرب، واكتئاب، وغيرهما من المشاعر الفسيولوجية السيئة، ألم تشاهد مرة شخصًا يشعر بالسعادة والفرح في أثناء اللعب، وفجأة يتغير حاله إلى الحزن ويتلفظ بالشتائم، لأنه ارتكب خطأ أدى إلى اتخاذ اللعبة مسارًا آخر غير الذي يريده؟! وبناءً على ذلك فإن المدمن ينشغل باللعبة لساعات طويلة قد تصل إلى عشر ساعات في الجلسة الواحدة من أجل تحقيق الانتصار، وهذا الإدمان القسري على الألعاب يُعرِّض الصحة للخطر، فالجلوس لساعات طويلة دون حركة يصيب المرء بتخثر الأوردة ما قد يسبِّب له الوفاة.
الفكرة من كتاب التأثير السِّيبراني.. كيف يغيِّر الإنترنت سلوك البشر؟
تشهد حياة البشر تغيرات كبيرة بفعل تأثير الفضاء السيبراني -الإلكتروني- في السلوك البشري، نعم، إن الحياة الواقعية تتميَّز عن الفضاء السيبراني، لكن هناك كثيرًا من المعايير الجديدة المستحدثة والناشئة في الفضاء السيبراني تهاجر منه إلى حياتنا الواقعية وتؤثر فيها، والعكس صحيح، ما يجعل الحد الفاصل بين الفضاءين يكاد يكون معدومًا، والسيبرانية هي “دراسة تأثير التطور التكنولوجي في السلوك البشري”، فنجد أن شعور المرء بأن هويته مجهولة في الفضاء السيبراني يعزز لديه (عدم التحفظ)، وبالتالي عدم الشعور بالإحراج مما يقول أو يفعل، وبالتالي نحن نعيش مرحلة فريدة جدًّا في تاريخ البشرية، فانتشار الكثير من التقنيات الجديدة يؤدي إلى عمل تشويش على الأفكار، كما يترتب عليه حدوث زلازل في نمط العيش والتفكير، فأدى ذلك إلى تغيير علاقاتنا مع الآخرين، وبما أنك تستخدم هذا الفضاء السيبراني وتقتطع جزءًا من وقتك لتعيش فيه، فعليك أن تعرف بعض الأشياء للتعامل معه، وذلك من خلال فهم طبيعة السلوك البشري، وكيف يتغير سلوكنا على الهواء (أي الفضاء السيبراني).
مؤلف كتاب التأثير السِّيبراني.. كيف يغيِّر الإنترنت سلوك البشر؟
ماري آيكن Mary Aiken: خبيرة عالمية أيرلندية في علم النفس السيبراني الذي يختص بدراسة تأثير التكنولوجيا في السلوك البشري، وهي أستاذة في علم النفس السيبراني الجنائي في جامعة شرق لندن، وأستاذة مساعدة في يونيفيرسيتي كوليدج دبلن بأيرلندا.
كما أنها عضو في مجموعة الإنتربول العالمية لخبراء الجرائم الإلكترونية، ومستشار أكاديمي للمركز الأوروبي للجرائم الإلكترونية التابع لليوروبول، وهي زميلة في الجمعية الملكية للطب، وزميلة عالمية في مركز ويلسون بواشنطن العاصمة، وعضو في جمعية Medico-Legal، وعضو منتسب دولي في الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) وزميلة جمعية محترفي تكنولوجيا المعلومات المعتمدين.
لها مجموعة من الكتب، ترجم منها إلى اللغة العربية:
كتاب “التأثير السيبراني.. كيف يؤثر الإنترنت في سلوك البشر؟”.
وباللغة الإنجليزية كتب منها:
Life in Cyberspace.
CyberPsyched.
معلومات عن المترجم:
مصطفى ناصر: مترجم عراقي حاصل على البكالوريوس من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة البصرة، ونال جائزة الدولة للإبداع العراقي في حقل الترجمة عام 2019، له عدة كتب مترجمة، منها:
ما المعرفة؟
الأثر.. كيف يؤثر القانون في السلوك؟
الهجرة.. كيف تؤثر في عالمنا؟
التأثير السيبراني.. كيف يؤثر الإنترنت في سلوك البشر؟