يحسن اللطف العلاقات
يحسن اللطف العلاقات
في دراسة واسعة المجال تضمنت نحو عشرة آلاف شاب تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عامًا، طُلِب منهم الإجابة عن سؤال: ما أكثر شيء يرغبون بوجوده في شريك حياتهم المستقبلي؟ أجاب الأغلبية بأنهم يرغبون في كونه شخصًا لطيفًا، ومن هنا أتت كلمة “البقاء للألِطف”، إذ يلعب اللطف دورًا أساسيًّا في بقاء الجنس البشري، فهو يخلق روابط قوية بين أفراد المجموعة تمنحها القوة، وهذا ما ساعد أسلافنا القدامى على البقاء والصمود، فتجد أن المجموعة أو القبيلة تستهلك وقتًا أقل عند التعاون فيما بينها، من أجل توفير الطعام، أو التصدي لأي هجوم، ونحن ورثنا ذلك بدورنا منهم، بسبب أن الموروثة التي تنتج “الأوكسيتوسين”، والتي يزيد عمرها عن 500 مليون سنة مدمجة في عدد كبير من أجهزة الجسم، ما يعني أن تلك الأجهزة تستجيب للطف.
اشتهر “جون جوتمان”- الحاصل على الدكتوراه الفخرية في علم النفس، بعمله في مجال العلاقات والاستقرار الزوجي، ومن خلال دراسة تفاعل الزوجين معًا خلال فترة قصيرة فقط، يكون قادرًا على التنبؤ بالعلاقات التي سوف تصمد أمام تحدي الزمن، وهناك تجربة أجراها على أزواج حديثي الزواج لمدة ست سنوات، اكتشف أن الأزواج الذين لا يزالون معًا هم أولئك الذين اهتم كلٌّ منهما بالآخر، إذ إنه في العلاقات العاطفية تكون الأمور الصغيرة من حسن الإنصات، وتقديم المساعدة في إنجاز المهام، هي ما يهم، وهذا جعل اللطف يتربع على رأس قائمة العوامل التي تجلب السعادة والرضا إلى العلاقة، وعندما نقوم بتصرفات لطيفة تصبح علاقاتنا أكثر قوة، ويزيد احتمال صمودها في وجه اختبار الزمن.
ويجعلنا اللطف النابع من الحبيب أو الصديق نشعر أن هنالك من يفهمنا، ويؤيِِّدنا، ويمنحنا أهمية، وعندما يُظهر لنا أحدهم لطفه نكافئه بأن نحبه أكثر من أجل ذلك، واللطف هو الغراء الذي يحفظ تماسك العلاقات سواء كانت علاقات صداقة أو زواج أو حتى مع حيوانك الأليف، كما يساعدنا اللطف على التألق وأن نصبح نسخة أفضل من ذواتنا، ما يجعلنا نشعر بالامتنان، واللطف يُولِّد الامتنان، والامتنان يولِّد اللطف، وهكذا تدور عجلة الحياة.
الفكرة من كتاب اللطف وآثاره الجانبية الخمسة
إن العالم ليس بالمكان اللطيف الذي يكون فيه الجميع سعيدًا، ولذا فنحن بحاجة إلى اللطف، فهو يُحدث تموُّجات في نسيج العلاقات البشرية والمجتمع البشري، تؤثر في قلوبنا، وتخفِّف من وطأة مشكلات الحياة.
والحافز الذي دفع الكاتب لتأليف هذا الكتاب هو خلق حوار عن اللطف، واستعراضه بطرق ربما لم نكن لنفكر فيها من قبل، كما أن الحديث عن اللطف يجعلنا لطيفين، فهو قد يتجاوز بقوة كل الكلمات أو الأسئلة التي نطرحها حوله، وليس اللطف أبيض أو أسود، بل هو متعدد الألوان.
وفي السطور التالية ستتعرف على آثار اللطف الجانبية، ولماذا اختار الكاتب هذا الاسم؟ كما ستتعرف على فوائد اللطف الكثيرة، ونحن لسنا أنانيين بالفطرة، بل في الحقيقة، نحن لطفاء بالفطرة.
مؤلف كتاب اللطف وآثاره الجانبية الخمسة
ديفيد هاميلتون: كاتب، وأستاذ جامعي متخصص في علم الكيمياء الحيوية والطبية، حصل على الدكتوراه في الكيمياء العضوية، وبعد حصوله عليها عمل لأربع سنوات في مجال الصناعات الدوائية على تطوير عقاقير الأمراض القلبية والوعائية والسرطان، كما عمل في إدارة مشاريع القيادة، وألعاب القوى، وفي عام 2016 حصل على جائزة “The Kindred Spirit | الروح العظيمة” كأفضل كاتب، وتتصدَّر مؤلفاته قائمة الأكثر مبيعًا.
من أهم مؤلفاته :
لماذا اللطف مفيد لك؟
أنا أحب ذاتي.. علم فن ومحبة الذات.
كيف يستطيع تفكيرك أن يشفي جسدك؟
معلومات عن المترجمين:
الدكتور محمد ياسر حسكي: مترجم، وكاتب سوري الجنسية، درس في كلية الطاقة جامعة إركوتسك التقنية، وحاصل على الدكتوراه في الهندسة، كما أنه عضو الأكاديمية الدولية للسوجوك في الهند، وعضو الأكاديمية الروسية للسوجوك، ومؤسس مدرسة “الريكي: طاقة النور”، له من المؤلفات كتاب: “الحب رواية عن التعلقات” بالاشتراك مع “الكاتبة لينا مصطفى الزيبق”.
ومن أهم ترجماته: “المركب الفارغ”، و”لقاءات مع اللاشيء”، و”الدماغ الخارق”، و”رغبات محققة.. إتقَان فن التجليّ”، و”التأمل.. فن النشوة الداخلية”، و”الذات الشافية”، و”جدد نفسك”.
كارمن الشرباصي: شاركت “الدكتور محمد ياسر حسكي” في ترجمة عدد من الأعمال منها: “عملية الحضور: رحلة إلى داخل إدراك اللحظة الحالية”، و”التحول التانتري”، و”التناسق الخفي لتاريخ ميلادك.. كيف يكشف يوم ميلادك عن خطة حياتك”.