لماذا يسيء أطفالنا التصرف
لماذا يسيء أطفالنا التصرف
الأطفال محبون للظهور، يميلون للفت أنظار المحيطين ولو بشكل سلبي، فالصراخ والمقاطعة حتى لو انتهت بمعاقبة الطفل، أفضل بالنسبة إليه من عدم ملاحظته على الإطلاق، لذا على الآباء استغلال جميع الفرص لمنح أطفالهم الحب والتشجيع والاهتمام، وكلما أُشبع ذلك لديهم، قل ميلهم للظهور بطرقٍ سلبية.
كما أن الأطفال يسأمون، وغالبًا ما ينتهي تركهم للفراغ بالتخريب أو الشجار، فالطفل قليل الصبر، وهو بحاجة إلى توجيه طاقته دائمًا، فابذلي جهدك في خلق أنشطة ملائمة، من زيارات ونزه ورحلات، بالإضافة إلى الأنشطة المنزلية، كصناعة طائرة ورقية، وقص الصور، ولعب الكرة والرياضات المختلفة، ربما لا تملكين الوقت الكافي للإشراف على كل ذلك، لكن عليك أن تبدئي معه حتى يتعلم أن يمارس النشاط بمفرده أو مع إخوته وأصدقائه.
من طبيعة الطفل أن يغضب بشدة عندما لا تتحقق رغباته أو تفسد مخططاته فيثور ويصرخ، تحدثي معه وأخبريه أنك تقدرين ما يشعر به، ثم قوّمي طريقته في التعبير عن الغضب، وإن كان غضبه لشيء تمنعينه منه فكوني صريحة، وتحدثي معه عن أسباب رفضك، وأظهري اهتمامك برغباته وتقديرك لها حتى إن لم تكوني ستلبينها، فالطفل لديه صراع دائم بين ما يشتهي أن يفعل، وبين ما نريد منه أن يفعل، فهو يريد أن يلعب لكن عليه إتمام واجبه، ويريد أن يتكلم فنطلب منه أن يسكت، أو لا يريد أن يتكلم فنطلب منه أن يجامل الجارة، وهكذا فإنه يشعر أن رغباته دائمًا ما تواجه بالفشل والخيبة، ما يدفعه لإساءة التصرف للحصول على ما يريد من حين لآخر، فالأطفال يعتزون بأنفسهم من سن صغيرة، ويحبون أن يشعروا بالاستقلال وأنهم يملكون خياراتهم، ويزداد الأمر بطبيعة الحال في سن المراهقة، وتفهم الآباء لذلك يجعلهم أكثر قبولًا وتساهلًا مع بعض تجاوزات أبنائهم، ولكن علينا أن نعلم الأطفال أن ما نحصل عليه عادة يحتاج منا إلى جهد للحصول عليه، وأننا لا نستطيع فعل كل ما نرغب فيه، وتعلم ذلك ليس بسهل حتى على الكبار أنفسهم، لذا علينا أن نتعهد أطفالنا بالصبر والحب والاحترام، ليسهل تقبلهم لما نحاول أن نعلمه لهم.
الفكرة من كتاب لماذا ينحرف الأطفال؟
طفلي كثير الشجار مع أصحابه في المدرسة، ابنتي تتأخر خارج المنزل، رأيت ابني يدخن مع أصدقائه أكثر من مرة، ابني كلما واجهته بخطأ يكذب، يسأل كل هؤلاء الآباء: هل تلك علامات خطرة في سلوك أبنائهم؟ وهل سينشؤون بسلوكيات منحرفة تلازمهم طيلة حياتهم؟ لماذا ليسوا أطفالًا عاديين يحسنون التصرف؟
وعلينا هنا أن نسأل، من الطفل العادي في نظرنا؟ ومتى يمكننا القول إن الطفل يعاني مشكلة حقيقية؟ كيف نعالج الأخطاء اليومية للأطفال؟ وكيف نقي أطفالنا من الوصول إلى مرحلة خطرة من الانحراف؟ عن كل تلك الأسئلة يجيبنا هذا الكتاب.
مؤلف كتاب لماذا ينحرف الأطفال؟
شارلز ليونارد، أشرف على مؤسسة حكومية في مقاطعة إلينوي تعمل على تقويم سلوك الأطفال المنحرفين، ترجمة دكتور محمد نسيم رأفت، مدرس سابق لعلم النفس في معهد التربية للمعلمين بجامعة هليوبوليس.