طبيعة الطفل
طبيعة الطفل
من طبيعة الطفل أنه لا يستطيع إصلاح أو ضبط نفسه، ومن طبيعته الأنانية أو التمحور حول ذاته، فهو لا يدرك ما حوله بقدر ما يدرك رغباته، فإذا رأى شيئًا يعجبه سارع لأخذه دون اعتبار لأي شيء آخر، وعندما يؤخذ منه فإنه يشعر بالحزن فيبكي، وتلك الطبيعة هي نفسها التي تجعله بريئًا وصريحًا، ونحن نحب في أطفالنا تلك الصراحة والبراءة، لذا علينا أن نتقبل جميع أوجه طبيعتهم ونقومها برفق، وأن نغمرهم بالحب والعاطفة والرعاية، وبالتدريج يطمئن الطفل لوجود من يرعاه، ويتعلم كيف يتحكم في رغباته ويشب مطمئنًّا واثقًا.
والأطفال أيضًا ينقصهم الفهم، وهم محبون للاستطلاع، فالطفل لن يستجيب لأوامرك بالابتعاد عن شيء ما، بل سيسرع ليلمسه أو يتذوقه ليعرف ماهيته، فالكون كله ساحر أمامه ويدعوه لأن يكتشفه، وما تفهمه أنت كبالغ من المرة الأولى لا يفهمه الطفل حتى بعد تكرار وتكرار، وتحتاج إلى مساعدته بوسائل مختلفة حتى يفهمه، وقد يخطئ الطفل لأنه لا يعلم أن ما يفعله خطأ، كالسرقة مثلًا، إذ لا يعي الطفل قبل السادسة من عمره حدود الملكية الشخصية وملكيات الآخرين، لذا لا ينبغي بحال اتهامه بالسرقة في تلك السن، ويبدأ بعدها في إدراك تلك المفاهيم تدريجيًّا حتى يصل إلى سن التاسعة أو العاشرة، فيكون قادرًا على تمييز السرقة.
أما حب الاستطلاع، فكما أنه السبب في كثير من المواقف الحرجة، كإلقاء الهاتف في الماء ليعرف ما سيحدث له، أو تفكيكه للبحث عن المتحدث بداخله، إلا أنه من الطرق الرئيسة ليتعلم الطفل عن الحياة، لذا لا ينبغي أن يُعالج بالتوبيخ والصراخ لئلا نقتل فيه روح الاكتشاف والبحث، والطفل لا يفهم فكرة التلف ولا قيمتها على كل حال، لذا فإن واجبنا أن نعلمه أن بعض الأشياء لا يمكن تفقدها إلا برفقة الكبار، وأن نبعد عنه كل ما يخشى عليه من التلف قدر الإمكان.
الفكرة من كتاب لماذا ينحرف الأطفال؟
طفلي كثير الشجار مع أصحابه في المدرسة، ابنتي تتأخر خارج المنزل، رأيت ابني يدخن مع أصدقائه أكثر من مرة، ابني كلما واجهته بخطأ يكذب، يسأل كل هؤلاء الآباء: هل تلك علامات خطرة في سلوك أبنائهم؟ وهل سينشؤون بسلوكيات منحرفة تلازمهم طيلة حياتهم؟ لماذا ليسوا أطفالًا عاديين يحسنون التصرف؟
وعلينا هنا أن نسأل، من الطفل العادي في نظرنا؟ ومتى يمكننا القول إن الطفل يعاني مشكلة حقيقية؟ كيف نعالج الأخطاء اليومية للأطفال؟ وكيف نقي أطفالنا من الوصول إلى مرحلة خطرة من الانحراف؟ عن كل تلك الأسئلة يجيبنا هذا الكتاب.
مؤلف كتاب لماذا ينحرف الأطفال؟
شارلز ليونارد، أشرف على مؤسسة حكومية في مقاطعة إلينوي تعمل على تقويم سلوك الأطفال المنحرفين، ترجمة دكتور محمد نسيم رأفت، مدرس سابق لعلم النفس في معهد التربية للمعلمين بجامعة هليوبوليس.