الصداقة
الصداقة
الصديق إما أن يكون صديق النفس والروح وإما لا يكون صديقًا أبدًا، كثيرون منا يستخدمون كلمة الصديق طوال الوقت، ويضيفون إليها أشياء من قبيل هذا صديق حقيقي وهذا صديق غير حقيقي، ويرى الكاتب أنه لا وجود لذلك الشيء فالصديق إما أن يكون حقيقيًّا وإلا فإنه ليس بصديق من الأساس، كما أنه لا توجد مراتب للصداقة، لأنها مرتبة واحدة فلا يوجد صديق مقرب أو صديق غير مقرب، وتوجد المراتب فقط بين الرفاق والزملاء والمعارف، ويقول الكاتب إن صديق الشخص العزيز هو نفسه الأخرى، فصديقك هو مرآتك الصادقة التي تستطيع أن ترى بها نفسك على حقيقتها بلا زيف، وهنالك مقولة تقول: (صديق المرء هو شريكه في عقله) وعليه فإن صديقك الحقيقي هو ضميرك الحي، وصوت عقلك الراجح.
أغلب الناس يعانون من عدم القدرة على التمييز بين مراتب الناس من حولهم، وضعف القدرة على معرفة من يستحق أن يطلق عليه لقب الصديق، فيقعون في خلطٍ شديد بين الزملاء والمعارف والأصدقاء الحقيقين، ويتعرضون تبعًا لذلك لكثير من المواقف المؤلمة والصدمات النفسية، وذلك عندما يُفاجؤون أن من اعتبروهم أصدقاء كانوا لا يستحقون، ولذا يجب أن يكون الشخص واثقًا تمام الثقة أنه أحسن الاختيار في المقام الأول، وأن هذا الشخص يستحق أن يطلق عليه لقب صديقه، وينقله من مرتبة الزميل إلى مرتبة الصديق، وإدراك هذه المعاني مهم للغاية لاستقرار الإنسان نفسيًّا في علاقاته الاجتماعية، ومن يعانون من اختلال هذه المعاني لديهم هم الأكثر قابلية للتعرض للألم.
تميل مشاعر الإنسان نحو التبلد كلما مرت به التجارب وتعرض لنفس ذات المثيرات، فالطبيب كثيرًا ما يفقد التأثر بمشاهدة الدماء مع كثرة ملامسة الجراح، والقارئ كذلك قد يفقد الإحساس بحرارة الكلمات فلا يرى وهج الأفكار من كثرة المطالعة، وأكثر الكتب عرضة لفقدان قدرتها على التأثير هي كتب التنمية البشرية، ويُعلل بذلك الكاتب حبه للكتب وأنها من أعز أصدقائه، فحتى لو كانت أفكارها بالنسبة إليه مكررة، فعلى الأقل يستحق الأمر قراءة آلاف الصفحات لاستخلاص حكمة واحدة مفيدة منها.
الفكرة من كتاب بصحبة كوب من الشاي
من منا لا يحب الشاي ولا يحب تناوله في جميع الأوقات؟ بدأ الكاتب بهذه الكلمات الجذابة ليصطحبنا معه بين سطور رحلته، موضحًا لنا أهمية القراءة، وما الأمور التي تضايق الكُتّاب، ويقول المؤلف إن صفحة واحدة من كتاب، بل لعل فقرة واحدة أو سطرًا واحدًا، من الممكن أن تكون عنصر التغيير الأكبر في حياتك، وإنه لا شيء أفضل من تناول كوبٍ من الشاي برفقة من تحب، حتى ولو كان كتابًا. وهذا الكتاب عبارة عن تأملات ومشاهدات، كتبها الكاتب عن نفسه وعن الحياة وتقلباتها وظواهرها والناس وأطوارهم، آملًا أن تبعث التفاؤل والإيجابية في نفوس القراء.
مؤلف كتاب بصحبة كوب من الشاي
ساجد بن متعب العبدلي: مؤلف وكاتب صحفي كويتي، تخرج في كلية الطب بجامعة الكويت، وأكمل دراسته في جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة. وعمل طبيبًا اختصاصيًّا في الصحة المهنية ومدربًا ومستشارًا في عديد من برامج التنمية والتطوير البشري وفنون كتابة المقال الصحفي، ويترأس حاليًا مركزًا طبيًّا للبتروكيماويات.
ومن أهم مؤلفاته: 27 خرافة شعبية عن القراءة، اقرأ..كيف تجعل القراءة جزءًا من حياتك، القراءة الذكية، الراقصون تحت المطر.