ماذا قالت لي الخلوة؟
ماذا قالت لي الخلوة؟
يرى الكاتب أن ألإنسان يكذب في أدق التفاصيل، في تسريحة شعر يخفي بها عجوزٌ تقدم سنه، وفي باروكة على رأس الأصلع، وفي كلمة “صباح الخير” تلقيها باهتة فارغة من معناها، وفي مجاملاتٍ كاذبة وتعابير وجه عكس ما في داخلنا. إننا نكذب في أبسط الأشياء وأصغرها، في الحب والكره، في البيع والشراء، في الاستعراضات التافهة، في السياسة والعلاقات، في كل شيء تقريبًا!
ولربما نتساءل متى تأتي تلك اللحظة التي نحقق فيها أعلى مراتب الصدق؟ ربما تأتيك وأنت في معملك بين تجاربك تتحرق شغفًا لتكتشف شيئًا جديدًا، ربما تأتيك في لحظة خلوة مع النفس، إن تلك اللحظات ثمينة جدًّا، وإن الحياة تتوقف عندها لتبوح لنا بسر وجودنا، لنكتشف أننا عشنا عمرنا من أجل تلك اللحظة بعينها، ومن المؤسف أن تتأخر تلك اللحظة فلا تأتينا إلا عند الموت.
ومن هذه الجهة كانت الخلوة مع النفس شيئًا مقدسًا مطلوبًا، لتسنح الفرصة للإنسان أن يصل إلى تلك اللحظة مرات ومرات، ليتمسك بقارب النجاة الذي يُلقى إليه فيها ويقوده إلى الحق، والحق هو الله سبحانه وتعالى، وكل ذرة فينا تنادينا أن نصل إليه، وبوصلة الفطرة تتجه نحوه دائمًا، ولكن فقط حين نكون صادقين في ذلك.
الفكرة من كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان
يتحدث هذا الكتاب عن التساؤلات الكبرى التي تتعلق بالله وبالوجود وكيف بدأ الخلق وغيرها. يمثل الكتاب رحلة حقيقية من الشك إلى الإيمان، بالنظر في العالم الأكبر وهو الكون الهائل، والعالم الأصغر وهو الخلية والذرة وما شابههما، وعن طريق بعض التأملات والتساؤلات الفلسفية يروي لنا الكاتب قصة وصوله إلى اليقين فيما يشبه السيرة الذاتية.
مؤلف كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان
مصطفى محمود، طبيب ومفكر وكاتب وباحث مصري، وُلِدَ عام 1921 وتوفي عام 2009.
له العديد من المؤلفات منها: الإسلام: ما هو؟ – عالم الأسرار – سواح في دنيا الله – شلة الأنس – رجل تحت الصفر.. وغيرها.