قلب أخضر
قلب أخضر
غالبًا ما يستخدم مصطلح “هذا الشخص قلبه أخضر” للدلالة على الشخص السريع الوقوع في الهوى، أي من تكون تربة عواطفه صالحة للزراعة دائمًا لتبدأ أشجار علاقات الحب بالنمو بداخل قلبه بأقل الأشياء كابتسامة أو نظرة عابرة، ولكن الكاتب قدم لنا تعريفًا أعم وأشمل لهذه الكلمة اللطيفة، وهو أن صاحب القلب الأخضر هو ذلك الشخص المتعلق بالحياة الباحث عن ما يسعده بها، فهو شخص لا يزال الطفل الصغير نابضًا بداخله، وعيونه مرآة صادقة لما به من عفوية وشفافية، فهو يدرك أن المرء ليس سوى أيام ولحظات، لذا فهو يحرص على ألا يُضيّع شيئًا من عمره في الحزن والنكد، وامتلاك القلوب الخضراء نعمة عظيمة، لأن أصحابها هم من يدركون القيمة الحقيقية للحياة.
كثيرون منا يرددون “نحن نسامح ولكن لا ننسى” وهذه مفارقة، فلكي يتم التسامح يجب على الشخص النسيان أيضًا، واللا عفو مرارة مستمرة يحملها الإنسان في نفسه، فذاك الذي لم ينس أبدًا إساءات الآخرين لم يسامح أيًّا منهم في الحقيقة، وسيظل بذلك يزيد من جريان المرارات في جوفه، لذا لا شيء أفضل من العفو والتسامح والنسيان لعيش حياة تخلو من الأحقاد.
يعدّ مزاج الإنسان هو أغلى ما يملك، فلا تعط لأي مخلوق فرصة تعكيره، ولقد ثبت أن الإنسان كائن تتحكم به حالته النفسية رغمًا عن أنفه، فإن راق المزاج راقت الأفعال، وإن تعكر المزاج تعكرت الأفعال، ويجب على الشخص أن يحاول التحكم في مزاجه، فكم من شخص أضاع في لحظة غضب فرصة مهمة في حياته، وهذا يوضح أهمية المزاج الرائق السليم، وقد قال رسول الله (ﷺ): «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ» وعليه فإنه من الضروري لنجاح حياة الإنسان، ألا يترك مزاجه ومشاعره ضحية للظروف والمؤثرات الخارجية، وأن يضع بداخل ذهنه أنه قادر على السيطرة عليها، بالتدريب والإصرار والممارسة.
الفكرة من كتاب بصحبة كوب من الشاي
من منا لا يحب الشاي ولا يحب تناوله في جميع الأوقات؟ بدأ الكاتب بهذه الكلمات الجذابة ليصطحبنا معه بين سطور رحلته، موضحًا لنا أهمية القراءة، وما الأمور التي تضايق الكُتّاب، ويقول المؤلف إن صفحة واحدة من كتاب، بل لعل فقرة واحدة أو سطرًا واحدًا، من الممكن أن تكون عنصر التغيير الأكبر في حياتك، وإنه لا شيء أفضل من تناول كوبٍ من الشاي برفقة من تحب، حتى ولو كان كتابًا. وهذا الكتاب عبارة عن تأملات ومشاهدات، كتبها الكاتب عن نفسه وعن الحياة وتقلباتها وظواهرها والناس وأطوارهم، آملًا أن تبعث التفاؤل والإيجابية في نفوس القراء.
مؤلف كتاب بصحبة كوب من الشاي
ساجد بن متعب العبدلي: مؤلف وكاتب صحفي كويتي، تخرج في كلية الطب بجامعة الكويت، وأكمل دراسته في جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة. وعمل طبيبًا اختصاصيًّا في الصحة المهنية ومدربًا ومستشارًا في عديد من برامج التنمية والتطوير البشري وفنون كتابة المقال الصحفي، ويترأس حاليًا مركزًا طبيًّا للبتروكيماويات.
ومن أهم مؤلفاته: 27 خرافة شعبية عن القراءة، اقرأ..كيف تجعل القراءة جزءًا من حياتك، القراءة الذكية، الراقصون تحت المطر.