ضغوط الحياة
ضغوط الحياة
إن قدرة الشخص على معالجة الضغوط وتنظيم نمط حياته لها فاعلية وانعكاس على صحته النفسية، فالضغط النفسي هو التغيير الداخلي أو الخارجي الذي يؤدي إلى انفعالات حادَّة ومستمرَّة، فالتغيير الخارجي يتمثَّل في التلوُّث البيئي أو ظروف العمل القاسية أو السفر وصراعات الأسرة، أما الأحداث الداخلية فهي مثل الأرق والمرض والتغيرات الهرمونية.
إن ظهور الأمراض النفسية يكون مرتبطًا بأنماط الضغوط الانفعالية والاجتماعية، فبداية تطوُّر المرض النفسي تجيء من التعرُّض للتغيرات الحياتية كالفشل والوفاة والانفصال أو القلق والمرض العقلي، وبالتالي تلعب الضغوط النفسية دورًا أساسيًّا في تفاقم الاكتئاب، ولما كان الاكتئاب من الاضطرابات الأساسية التي يسبِّبها الحزن والحداد، فمن البديهي أن نجد نسبة تزايد في مشاكل الانفصال والخسارة عمومًا سواء كانت مادية أم إنسانية، فقد تبيَّن أن أكثر أنواع الضغوط ارتباطًا بالاكتئاب هي التي تنتج عن حدوث خسارة أو فقدان لشيء ما.
كذلك فإن الاكتئاب يزداد نتيجة للضغط الناتج عن المرض الجسمي حتى لو كان بسيطًا، وقد تبيَّن أيضًا أن الضغوط والاضطرابات تكون مرتبطة بالشخص المنعزل الذي يفتقد المؤازرة الوجدانية والانتماء، فالمريض يكون أكثر قدرة على الشفاء حينما يجد الدعم والتشجيع ممن حوله، ويجب ألا يشيروا له بالنصائح فقط، ولكن من الممكن أن يوجِّهوه إلى ممارسة النشاطات السارَّة والبُعد عن أسباب النكد، وكذلك من الممكن أن يسهموا في إعداد الخطَّة العلاجية وحثِّ الشخص المريض على أخذ العلاج.
الفكرة من كتاب الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه
تتزايد أهمية الكتابة عن مرض الاكتئاب في عصرنا الحاضر، حيث إنه أصبح منتشرًا في أغلب المجتمعات ونسبة ارتفاعه ملحوظة جيًلا بعد جيل، لذا كان من المهم تفسير أسبابه والعمل على التوعية التامَّة بجميع جوانبه.
مؤلف كتاب الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه
عبد الستَّار إبراهيم: كاتب مصري حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة عام 1962، وهو عضو وزميل بكثير من الجمعيات العلمية والعالمية في علم النفس والصحة النفسية، وقد مُنِح كثيرًا من الجوائز التقديرية من مؤسسات أمريكية وبريطانية، من مؤلفاته: “أسس علم النفس”، و”علم النفس والإنسان”، و”البحث عن القوة”، و”العلاج النفسي الحديث”.