تفسير الاكتئاب
تفسير الاكتئاب
إن الاكتئاب له ثلاثة مصادر، وهي العوامل البيولوجية، والتعلُّم الاجتماعي، وما يتعلَّق بالضغوط والأزمات البيئية، وعادةً ما يحدث الاكتئاب بسبب التقاء هذه العناصر الثلاثة أو اثنين منها على الأقل.
إن نظرية التحليل النفسي تُعدُّ من أشهر النظريات في التاريخ البشري العلمي، ويُعدُّ “سيجموند فرويد” هو المؤسس لمدرسة التحليل النفسي، والنظريات المبكرة من التحليل النفسي تنظر إلى الاكتئاب على أنه نتاج للصراع بين الدوافع والجوانب الوجدانية، وهم يعبِّرون عنه بالحنق والغضب الناتج عن الإحباط والخيبة لدى الفرد منذ طفولته.
ولكن علماء التحليل النفسي يختلفون في تحديد نوع الدوافع المحبطة التي تؤدي إلى الغضب؛ هل هي الحاجة إلى الحصول على الحب والأمان، أم العجز عن تحقيق الحاجات؟ فهناك إشارات مُهمَّة تدلُّ على أن الدعم الاجتماعي والمؤازرة الوجدانية تُعطي دليلًا غير مباشر على أهمية الرعاية الدافئة في الوقاية من الاكتئاب، كما أنه قد اتضح أن هناك تقدمًا واضحًا وملحوظًا في علاج الاكتئاب بسبب توافر عدد كبير من الأدوية الطبيَّة التي تُسمَّى “مضادات الاكتئاب”.
وقد أدَّى هذا إلى وجود تفسير منطقي بين علاقة الاكتئاب بالجانب العضوي، أي أنه يُمكن أن تكون هناك جوانب عضوية مسؤولة عن نشأة الاكتئاب، مثل الإفراط الحركي أو البطء في الكلام والسير، أو اضطرابات النوم والشهية، وكلُّ هذه اضطرابات عضوية قد تكون مسؤولة عن تطوُّر الاكتئاب.
وفي الواقع فإن الألم الذي يسبِّبه الاكتئاب يتطلَّب ضرورة تعاطي بعض العقاقير المضادة للاكتئاب، ولكن يكون هذا لفترة يحدِّدها الطبيب حسب حالة المريض ومدى معاناته، مع العلم أن العقاقير ضبط للأعراض وليست علاجًا كاملًا من المرض، فالعلاج الطبِّي الكيميائي لا يكفي وحده للتغلُّب على الاكتئاب ولكنه يُزوَّد بعلاج معرفي وسلوكي.
الفكرة من كتاب الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه
تتزايد أهمية الكتابة عن مرض الاكتئاب في عصرنا الحاضر، حيث إنه أصبح منتشرًا في أغلب المجتمعات ونسبة ارتفاعه ملحوظة جيًلا بعد جيل، لذا كان من المهم تفسير أسبابه والعمل على التوعية التامَّة بجميع جوانبه.
مؤلف كتاب الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه
عبد الستَّار إبراهيم: كاتب مصري حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة عام 1962، وهو عضو وزميل بكثير من الجمعيات العلمية والعالمية في علم النفس والصحة النفسية، وقد مُنِح كثيرًا من الجوائز التقديرية من مؤسسات أمريكية وبريطانية، من مؤلفاته: “أسس علم النفس”، و”علم النفس والإنسان”، و”البحث عن القوة”، و”العلاج النفسي الحديث”.