تاريخ الاكتئاب
تاريخ الاكتئاب
الاكتئاب هو أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا بعد القلق، وهناك ما يشير إلى أن الناس الذين يعانون الاكتئاب في الحياة المعاصرة أكثر من الذين كانوا يعانونه في الماضي، ولكنَّه بشكل عام اضطراب شائع في كلِّ الحضارات الإنسانية، وهو ليس مرتبطًا بالحضارة الغربية كما يعتقد البعض، وكذلك فهو ليس مقتصرًا على كبار العمر، وقد رجَّح البعض أن سبب انتشاره في الوقت الحالي هو ازدياد نسبة الطلاق والانفصال، فضلًا عن فقدان الأمان والرعاية لدى كثير من الأسر، ويشير البعض أيضًا أن انتشار المخدرات وتعاطي الخمور يؤدِّي بشكل واضح إلى الاكتئاب.
وهناك صلة مؤكَّدة بين الاكتئاب والانتحار، حيث إن نسبة الانتحار تتزايد بين المكتئبين، وهناك مؤشرات قوية تُبيِّن أن المواطن العربي يعاني مثلما يعاني الغربي من ناحية الاضطرابات النفسيَّة، وقد تبيَّن زيادة المرأة في نسبة هذه المعاناة خلال السنوات الأخيرة.
وكذلك فإن الطفل العربي يُعدُّ في خطر، فرُبما نتج ذلك عن الكوارث والحروب، كما أن الجماعات في الطبقات الاجتماعية المنخفضة وذوي الدخل المحدود أكثر عرضة للأمراض النفسيَّة والعقليَّة مقارنةً بغيرهم.
ومن الغريب أن هناك تطوُّرات حديثة تُشير إلى وجود علاقة بين الإبداع والاضطراب النفسي، حيث تبيَّن بالفعل أن المبدعين يحصلون على درجات عالية نسبيًّا في الاكتئاب والقلق، ولكن التعبير الأقرب إلى الصواب هو أن هؤلاء المبدعين قد أصيب بعضهم بالقلق والاكتئاب، فالمبدعون على الرغم مما يتصفون به أحيانًا من مزاج مضطرب فإن خصائصهم المرضية تعوق إبداعاتهم ولكننا نجدهم يضعون إنتاجاتهم العلمية والفنية والأدبية في أكثر لحظاتهم اتسامًا بالصحة، فالمرض النفسي عمومًا يُعدُّ معرقلًا للإبداع.
الفكرة من كتاب الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه
تتزايد أهمية الكتابة عن مرض الاكتئاب في عصرنا الحاضر، حيث إنه أصبح منتشرًا في أغلب المجتمعات ونسبة ارتفاعه ملحوظة جيًلا بعد جيل، لذا كان من المهم تفسير أسبابه والعمل على التوعية التامَّة بجميع جوانبه.
مؤلف كتاب الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه
عبد الستَّار إبراهيم: كاتب مصري حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة عام 1962، وهو عضو وزميل بكثير من الجمعيات العلمية والعالمية في علم النفس والصحة النفسية، وقد مُنِح كثيرًا من الجوائز التقديرية من مؤسسات أمريكية وبريطانية، من مؤلفاته: “أسس علم النفس”، و”علم النفس والإنسان”، و”البحث عن القوة”، و”العلاج النفسي الحديث”.