العدل الأزلي
العدل الأزلي
الذي رأى قطة تتلصص لتسرق قطعة لحم من مائدة دون أن يلحظ أصحابها، وكذا كبرياء الأسد أن يهاجم فريسته غدرًا دون أن تراه، تلك المشاهد وغيرها ترسم لنا صورة عن تلك الفطرة الكامنة في أعماق كل كائن حي والتي تدعوه إلى الالتزام بقوانين هذا الوجود، هذه المشاعر التي تتكاتف لتقول لنا في النهاية أن هناك عدالة إلهية تحكم هذا الكون بأسره.
وهذا النظام الدقيق الذي يحظى به الكون يوحي إلينا بتلك العدالة الربانية التي تحكم المشهد من فوق، ولو شاء الله لجعلنا ضمن هذا النظام المنضبط، ولكنه سبحانه وتعالى خلقنا وترك لنا الإرادة وحرية الاختيار.
وليس يدل على البعث والحساب أوضح من ذلك الإحساس الفطري العميق أن هناك نظامًا محكمًا وقانونا عادلًا يجري وفقه هذا الكون، وأننا جزء من هذا النظام، وأن هذه المظالم التي يتعرض لها البعض على أيدي البعض الآخر لا بدَّ أن يأتي يوم وتقام محاكمة عادلة ترد فيها الحقوق لأصحابها، وينتصر فيها صوت العدل الذي نناشد به غيرنا ليل نهار، هذا الصوت الكامن في فطرتنا والذي نسميه الضمير.
الفكرة من كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان
يتحدث هذا الكتاب عن التساؤلات الكبرى التي تتعلق بالله وبالوجود وكيف بدأ الخلق وغيرها. يمثل الكتاب رحلة حقيقية من الشك إلى الإيمان، بالنظر في العالم الأكبر وهو الكون الهائل، والعالم الأصغر وهو الخلية والذرة وما شابههما، وعن طريق بعض التأملات والتساؤلات الفلسفية يروي لنا الكاتب قصة وصوله إلى اليقين فيما يشبه السيرة الذاتية.
مؤلف كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان
مصطفى محمود، طبيب ومفكر وكاتب وباحث مصري، وُلِدَ عام 1921 وتوفي عام 2009.
له العديد من المؤلفات منها: الإسلام: ما هو؟ – عالم الأسرار – سواح في دنيا الله – شلة الأنس – رجل تحت الصفر.. وغيرها.