المدير سيد ساعات العمل الطويلة
المدير سيد ساعات العمل الطويلة
إن “سيد الساعات الطويلة” هو مدير يظن أن ساعات العمل الطويلة تعني الولاء للشركة والتفاني في العمل، يأتي باكرًا إلى الشركة ويغادرها متأخرًا جدًا في الليل مقارنة بباقي الموظفين، إن ساعات العمل الطويلة التي يقضيها هذا المدير في الحقيقة ليست نوعًا من أنواع النضال، بل هي محاولة لتغطية ضعفه ونقص إمكاناته، ومن ثم فإنه ليس في وضع جيد، هو متوتر يحاول جاهدًا الحفاظ على منصبه، وقد يظن رؤساء هذا المدير أنهم رابحون لأنهم وجدوا الرجل الذي يعمل كل الساعات التي خلقها الله، وهم في الحقيقة مخطئون، لأن عمل الشخص لساعات طويلة يؤثر في صحته، وسرعان ما سيصاب بالتعب والإرهاق والمرض، فينتج عن ذلك كثير من الأخطاء في العمل، فهو ليس الرجل المناسب لإدارة المؤسسات.
إن سيد الساعات الطويلة يعمل عائقًا أمام أي موظف يعمل تحت إدارته، لأنه دائم التوبيخ، وصاحب صوت عال، لاعتقاده أن التفاني في العمل يعني العمل لساعات كثيرة، ما يجعل منك شخصًا سيئًا، رغم أنك تدير عملك إدارة جيدة، وتدير أوقاتك إدارة فعالة، ولديك حياة خارج العمل تهتم بها وتدفعك ليكون لديك الحافز لأن تنجز مهامك خلال ساعات العمل، وبناءً على ذلك، فإن من المهم أن تتعرف إلى شخصية هذا المدير بداية من مقابلة العمل، حتى لا يحول حياتك إلى بؤس حقيقي.
إن أفضل طريقة لمواجهة المدير سيد ساعات العمل الطويلة، أن تهم بالانصراف، بداية من أول يوم عمل، من الشركة في الميعاد المحدد في العقد، ولا تبقى في العمل لأي وقت إضافي، التزم بشدة بموعد خروجك من العمل، حتى إن كان جميع الموظفين في فريقك يستمرون في العمل لوقت إضافي، وواجه الطلبات الصامتة التي تخبرك بأن تستمر في العمل لوقت أطول، وكن منيعًا ومسرورًا بفعل ذلك، فإذا أعطاك المدير مهمة لتنجزها، فاتفق معه على أن يكون العمل عليها خلال ساعات العمل المحددة في العقد، ولا توافق على أداء المهمة بعد انتهاء وقت العمل.
إذا أحسست أنه يجب عليك أن تتصرف على نحو مغاير للالتزام بميعاد الانصراف من العمل، فإنه يجب عليك أن تلمح بأنك سوف تتساهل في هذه المهمة فقط، وإياك أن تدع هذا المدير يظن أنك ستقبل بهذا الوضع على الدوام، حتى لا يعده أمرًا عاديًّا أن تتأخر عن ميعاد الانصراف، واتبع استراتيجية اذهب ميلًا إضافيًّا بصورة متقطعة، ولا تجعل عائقًا أمام طريق عودتك.
الفكرة من كتاب هل مديرك مجنون؟! الدليل الحاسم في كيفية التعامل مع مديرك
إن المدير لا يأتي ومعه كتيب استعمال إلى اليوم، لذا فإن عبء إيجاد هذا الكتيب يقع عليك من أجل نفسك، لتجيب عن أسئلة من قبيل: لماذا يطلب هذه الطلبات الغريبة؟ لماذا لا يفهمني؟ لماذا لا يساعدني؟ لماذا لا يجعل الأمور ودية؟ لماذا لا أستطيع التحدث معه؟ إن الكتاب لا يهدف إلى تعليمك كيف تخدع مديرك، بل يهدف إلى جعلك تفكر بإيجابية حتى تستطيع التعامل مع الشرور، وبما أنك موظف فأنت لا تستطيع أن تفعل كل ما تود فعله، ومن ثم يجب أن تراعي رغبات غيرك، حتى وإن كانت رغباتهم دليلًا على الجنون وسوء التصرف، لأنه ولسوء الحظ فإن الآخر الذي يجب أن تراعي رغباته هو “مديرك” الذي لديه القدرة على تسريحك، معتقدًا وجود كثير من أمثالك، لذا فإن هذا الكتاب هو دليلك لمواجهة جنون الآخرين وكذلك جنونك الذاتي، فبما أننا موظفون فنحن تحت رحمة مديرين يمكن أن يكونوا فاسدين أو مستأسدين أو تهكميين أو عدائيين أو غير أكفاء أو كسولين، لذلك يجب أن توجد لنفسك طريقًا لتتعلم كيفية التعامل مع هؤلاء المديرين، وكل ما تحتاج إليه هو دليل يرشدك ويساعدك ويقدم لك الاستراتيجيات والأدوات والحلول التي تحتاج إليها للتعامل معهم.
مؤلف كتاب هل مديرك مجنون؟! الدليل الحاسم في كيفية التعامل مع مديرك
جيل ووكر، عملت في سن مبكرة في مجال سمسرة السفن التي كان يعمل فيه والدها، كما أنها حققت رقمًا قياسيًّا لأصغر امرأة دخلت إلى بورصة البلطيق، تعمل حاليًا في شركة برمجيات، وقد سمحت لها حياتها المهنية بالسفر على نطاق واسع، ما مكنها من الوصول إلى العديد من المديرين التنفيذيين في أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، فمنحها ذلك نظرة ثاقبة لعالم الأعمال والإدارة.
معلومات عن المترجم:
هبة الله الغلاييني، مترجمة وكاتبة سورية، لها عدد من المقالات بلغت 49 مقال في مجلة المعرفة، من ترجماتها:
شيفرة التأثير: عش الحياة التي تستحقها
هل مديرك مجنون؟