علاقة الروح بالجسد
علاقة الروح بالجسد
لا شك أننا استقر لدينا في وقت سابق من التاريخ أننا جميعًا من أصل واحد، وأن لكل واحد منا فرديته الخاصة وشفرته الجينية الخاصة DNA، ولكن هذه البدهية لم تكن مستقرة عند الدكتور في بداية تطوره الفكري، فلم يفهم حقيقة تفرد كل إنسان، واعتقد أن الفرد بمجرد تعفن جسده وانتهائه سيصير إلى العدم تمامًا، وأنه لا حقيقة للروح ولا وجود لعالم آخر.
بهذه الأفكار الفلسفية وبهذه النظرة المادية المتأثرة بالمعمل والتحليل والتشريح كان الدكتور يظن أنه سيفهم حقيقة الروح إذا شرّح جسد الإنسان، فالروح والبدن شيء واحد، والعقل والمخ كذلك، والعواطف في نهاية الأمر مجرد جوع جسدي، ولكن هذه الفلسفات عن حقيقة النفس الإنسانية لم تستمر طويلًا. لكنه انتبه بعد ذلك إلى أن فلسفته عن الجسد هي مجرد تفسيرات مادية متهافتة تتجاهل في حقيقتها أقل الأسس المنطقية، فالإنسان يستطيع أن يلمس في داخله وجودًا روحيًّا وهذا الجسد ليس إلا وعاءً حاملًا لهذه الروح، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننظر إلى النفس الإنسانية نظرتنا إلى الجسد، ولا أن نجري عليها قوانينه، فالروح خالدة، والجسد إلى فناء، وتبقى الروح هي سر الوجود، ويبقى علينا الكشف عن العلاقة بينها وبين الجسد.
الفكرة من كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان
يتحدث هذا الكتاب عن التساؤلات الكبرى التي تتعلق بالله وبالوجود وكيف بدأ الخلق وغيرها. يمثل الكتاب رحلة حقيقية من الشك إلى الإيمان، بالنظر في العالم الأكبر وهو الكون الهائل، والعالم الأصغر وهو الخلية والذرة وما شابههما، وعن طريق بعض التأملات والتساؤلات الفلسفية يروي لنا الكاتب قصة وصوله إلى اليقين فيما يشبه السيرة الذاتية.
مؤلف كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان
مصطفى محمود، طبيب ومفكر وكاتب وباحث مصري، وُلِدَ عام 1921 وتوفي عام 2009.
له العديد من المؤلفات منها: الإسلام: ما هو؟ – عالم الأسرار – سواح في دنيا الله – شلة الأنس – رجل تحت الصفر.. وغيرها.