نظام المخ المختلف
نظام المخ المختلف
الكثير من الباحثين يعتقدون أن هناك نظامين مختلفين بداخل المخ، أما النظام الأول فهو (التفعيل السلوكي)، أو يُطلق عليه أيضًا نظام (المعالجة)، وهو خاص بالأجزاء التي تستقبل الإشارات من الحواس وتصدر أوامر للأطراف كي تتحرك، وهذا النظام يدفعنا نحو الأشياء لا سيما الأشياء الجديدة، وهو من أحد مسبِّبات الحماس والجرأة، أمَّا النظام الآخر فهو ما يسمَّى بـ”التثبيط السلوكي”، أو “التجنب والانسحاب”، ويعمل هذا النظام على إبعادنا عن مواجهة الأمور، والانتباه للمخاطر بشكل أكبر وكذلك الحذر، وهو مرتبط بكل أجزاء المخ عند الأطفال المُصابين بـ”الكبت”؛ ما يجعل الشخص يحلِّل كل الأمور المتعلقة بموقف معيَّن ويُقارن بين الحاضر والماضي.
ومن المحتمل أن يكون هناك بعض الأشخاص من ذوي الحساسية المفرطة لديهم نظام التوقُّف والفحص قويًّا، إضافةً إلى نظام تفعيل قوي ولكن ليس بنفس القدر؛ ما يجعلهم يتمتَّعون بالفضول والحذر في نفس الوقت، وكذلك الجرأة والقلق! ولكن تختلف طبيعة الشخص في كل مرحلة،
فعند بلوغ الشخص عشرة أشهر تحديدًا تبدأ قدرات التحويل في الظهور، لذا يظهر الصراع بين النظامين، فيكون الطفل ما بين “أريد التجربة”، و”يبدو غريبًا”، يعني تجول في خاطره هذه الكلمات لأنه بالتأكيد لن يستطيع أن يعبِّر عنها في هذا العمر.
وعلم النفس التعمُّقي يركِّز بصورة كبيرة على العقل الباطن والأشياء الراسخة في داخله أو المكبوتة منذ مراحل الطفولة قبل أن يبدأ الطفل الكلام، لأنها من الممكن أن تستمر في السيطرة عليه عند البلوغ، ومن هذا أن الأطفال ذوي الحساسية المفرطة والبالغين كذلك يعانون مشاكل في النوم وتراودهم أحلام مفزعة، لذا فإن الاستغراق في النوم والعودة إليه بعد الاستيقاظ يتطلَّب أن يكون لدى الشخص قدرة على تهدئة نفسه حتى يشعر بالأمان.
الفكرة من كتاب الشخص مفرط الحساسية
إننا وفي مختلف أعمارنا نواجه أشخاصًا من ذوي الحساسية المُفرطة، وقد نجهل كيفية التعامل معهم، لا سيما إذا كانوا أقرب الناس إلينا، لذا كان من الضروري شرح سمات هذه الشخصية بما فيها من عيوب ومميزات، حتى يسهل علينا أن نتعامل مع أصحاب هذه الشخصية باللين والرفق بدلًا من إلقاء اللوم عليهم بشكل مستمر، لأننا لا نملك الوعي التام بأفكارهم وطريقة تصرفاتهم، إذ إن هذا الكتاب حقًّا يُعدُّ كنزًا ثريًّا مليئًا بالتفاصيل التي تخصُّ الشخصيات ذات الحساسية المُفرطة.
مؤلف كتاب الشخص مفرط الحساسية
الدكتورة إلين إن أرون: عالمة نفس أمريكية، وهي كاتبة غير روائية وُلدت عام 1944، وألفت الكثير من المؤلفات حول الشخصيات التي تعاني الحساسية المُفرطة، ومن مؤلفاتها:
الشخص مفرط الحساسية في الحُب.
الوالد مفرط الحساسية.
العلاج النفسي للشخص مفرط الحساسية.
الذات المُقيَّمة بأقل من قيمتها.