الشخص مفرط الحساسية
الشخص مفرط الحساسية
إن أساس سمة الحساسية المفرطة تتمثَّل في النزعة نحو معالجة المعلومات بتعمُّق، فالأشخاص ذوو الحساسية المفرطة يتذكَّرون كل التفاصيل التي من الممكن أن ينساها الآخرون، إنهم يتذكَّرون بشدة مقارنةً بباقي الأشخاص، ويتأثرون حتى بصافرات الإنذار والتجمُّعات وصوت الأغاني المرتفع والفوضى، فكل هذه الأشياء وأكثر تتسبَّب لهم في حالة من الضغط والتوتر، والحساسية تعني الحذر؛ لذا فإن أصحابها يحتاجون إلى قضاء وقت أطول بمفردهم، ومن المعلوم أن الجميع يتعرَّضون للضغط والمشاكل ولكن ذوي الحساسية المفرطة يؤثر فيهم هذا بصورة أكبر، ويتميَّز ذوو الحساسية المفرطة بأنهم يلاحظون أدق التفاصيل حيث إنهم يلاحظون التفاصيل الصغيرة التي يغفل عنها الآخرون، وهؤلاء الأشخاص كثيرًا ما يكونون مبدعين وملهمين، بل ومخترعين أيضًا لأن لديهم ضميرًا حيًّا وحسًّا مرتفعًا، وقد تظهر الإثارة عليهم في شكل احمرار أو رعشة في الجسم أو تسارع في ضربات القلب أو تشوُّش في الأفكار واضطراب معدة، ولكن هناك أشياء إيجابية تعود على الشخص مفرط الحساسية؛ لأنه يفكِّر في الأمور بطريقة مختلفة، فهو يجيد التعرُّف على الأخطاء ويتجنَّب ارتكابها، وهو أيضًا لديه قدرة كبيرة على التركيز، في حالة عدم وجود مشتِّتات، ويتميَّز كذلك بالدقة والسرعة والتحليل العميق للأمور، وكذلك فإن الشخص مفرط الحساسية تؤثر به الحالة المزاجية للآخرين وتترك أثرًا بداخله.
ومن يتحلَّى بسمة الحساسية المفرطة قد يبدو تعيسًا في بعض الأحيان أو متقلب المزاج وليس سعيدًا؛ لأنه يستغرق وقتًا طويلًا في التفكير والتدقيق والتعمق، فمن الأفضل أن ينظر الشخص إلى هذه الحالة نظرة محايدة، أي أنها مفيدة في بعض الأحيان وضارَّة في أحيانًا أخرى، فهذا الشخص لا يصح أن نصفه بالخجل أو الكبت والانطواء! لأن كل هذه التصنيفات تقلِّل من ثقته بنفسه.
الفكرة من كتاب الشخص مفرط الحساسية
إننا وفي مختلف أعمارنا نواجه أشخاصًا من ذوي الحساسية المُفرطة، وقد نجهل كيفية التعامل معهم، لا سيما إذا كانوا أقرب الناس إلينا، لذا كان من الضروري شرح سمات هذه الشخصية بما فيها من عيوب ومميزات، حتى يسهل علينا أن نتعامل مع أصحاب هذه الشخصية باللين والرفق بدلًا من إلقاء اللوم عليهم بشكل مستمر، لأننا لا نملك الوعي التام بأفكارهم وطريقة تصرفاتهم، إذ إن هذا الكتاب حقًّا يُعدُّ كنزًا ثريًّا مليئًا بالتفاصيل التي تخصُّ الشخصيات ذات الحساسية المُفرطة.
مؤلف كتاب الشخص مفرط الحساسية
الدكتورة إلين إن أرون: عالمة نفس أمريكية، وهي كاتبة غير روائية وُلدت عام 1944، وألفت الكثير من المؤلفات حول الشخصيات التي تعاني الحساسية المُفرطة، ومن مؤلفاتها:
الشخص مفرط الحساسية في الحُب.
الوالد مفرط الحساسية.
العلاج النفسي للشخص مفرط الحساسية.
الذات المُقيَّمة بأقل من قيمتها.