الفأر الأشهر في التاريخ
الفأر الأشهر في التاريخ
بصورة موازية لنشأة الشخصية الشهيرة، كان عالم صناعة الأفلام يواجه تحديًا جديدًا من نوعه، وهو إضافة الصوت إلى الأفلام المصوَّرة، لم تكن التكنولوجيا متطوِّرة بشكل مستقر، ولكن ظهرت هناك محاولات عديدة من صناع الأفلام خصوصًا في نيويورك حيث تزدهر هذه الصناعة، وهكذا بحثًا عن صوت مناسب وطريقة اقتصادية لإضافة هذا الصوت، بدأ والت رحلته بحثًا عن أفضل الطرق لصناعة أفلام تصلح للمستقبل، إحدى هذه الطرق كانت تسجيل الأصوات بصورة منفصلة ثم إضافتها لاحقًا، ولكن والت رفض هذه الطريقة بسبب مشاكل التزامن، إذ كان يرى أن الطريقة الصحيحة هي تسجيل الصوت والصورة في وقت واحد، وبهذه الطريقة تم إنتاج فيلم “سفينة ويلي البخارية” الشهير، وظهرت المشكلة عندما حاول والت التسويق لهذا الفيلم ولم يجد قبولًا من الموزعين، عندها تعلم أن الموزعين لا يعلمون ما يريده الجمهور حقًّا حتى يطلبه الجمهور، فقرر أن يتم عرض الفيلم في السينمات عام 1928 وكانت النتيجة أن حقَّق Mickey Mouse نجاحًا شعبيًّا ضخمًا.
بفضل Mickey Mouse، تمكَّنت ديزني من تحقيق سمعة كشركة يمكن الاعتماد عليها، ولكن والت كان يرى دائمًا أنه يمكن تحسين الجودة، لذلك بدأ بإنتاج سلسلة أفلام قصيرة مثل “Mickey”، ولكنها ذات محتوى متنوع، وكان الهدف من ذلك تجنُّب الفشل الذي يمكن أن ينتج عن استهلاك عمل فني واحد مثلما حدث مع “أليس” و”أوزولد”، وأيضًا إتاحة الفرصة لتجربة اتجاهات جديدة في الإنتاج بصورة غير مكلِّفة، وأحد هذه الاتجاهات كان صناعة أفلام مُلَوَّنَة، كانت فكرة إضافة الألوان جديدة وغير مضمونة ولكنها نجحت وقامت بجذب الجمهور تمامًا كما فعلت إضافة الصوت من قبل، وفي عام 1933 عرضت ديزني الفيلم القصير “ثلاثة خنازير صغيرة” الذي فاق نجاحه كل النجاحات التي حقَّقتها ديزني حتى ذلك الوقت، حتى أن الجمهور صار يطالب بمزيد من الخنازير! ولكن والت تعلم أن تكرار المحتوى لن يساعد ديزني على النمو.
الفكرة من كتاب والت ديزني: قصة أمريكية أصلية
والت ديزني هو الأب الروحي لصناعة الأفلام والصور المتحركة التي دائمًا ما ارتبطت في ذاكرة الناس بالسعادة والترفيه، فالعلامة التجارية التي قام ببنائها في القرن العشرين -والتي تحمل اسمه- قدَّمت لنا حكايات مسلِّية ومتجدِّدة راقت كل الأعمار والأجيال وصنعت عالمًا خياليًّا يمكن للجميع أن يستمتع به، لأن ديزني كان يهتمُّ بفن الحكاية بشكل كبير ويعتبره الطريقة الوحيدة لمخاطبة الجمهور، وفي هذا الكتاب يحاول الكاتب بوب توماس أن يروي حكاية والت ديزني المميَّزة ويتعرَّف على الأسباب والدوافع خلف هذه الشخصية المبدعة التي غيَّرت العالم وتركت تأثيرًا ضخمًا في عالم الترفيه لا يزال موجودًا حتى وقتنا الحالي.
مؤلف كتاب والت ديزني: قصة أمريكية أصلية
بوب توماس: هو كاتب سِيَر ذاتية ومراسل صحفي عمل في وكالة “أسوشيتد برس” منذ عام 1944 وحتى وفاته في 2014، وخلال حياته قام توماس بتدوين العديد من القصص والمقالات الصحفية عن مجال صناعة الأفلام في هوليوود وأَلَّفَ أكثر من 30 كتابًا منها سير ذاتية عن شخصيات بارزة في عالم الترفيه مثل المخرج هاورد هيوز، والثنائي آبوت وكاستيلو، وبالطبع والت ديزني، ويمتلك توماس سجلًّا في موسوعة جينيس كأطول مسيرة مهنية في مجال الصحافة، كما فاز بجائزة تقديرية عن إنجازاته من منظمة Guild للفنانين، ومن كتابات توماس الأخرى حول ديزني:
Art of animation – 1999
Building a company – 1998
Disney’s art of animation – 1991
ملحوظة: الكتاب لم يترجم إلى العربية بعد.