العلم والإيمان
العلم والإيمان
دخل مصطفى محمود كلية الطب منبهرًا بالتفسيرات الغربية عن الله، وبدأ رحلته في عالم العقيدة كما يقول من أرضية مادية تكون صورته عن الكون والحياة، فالعلم يصف كل شيء من الذرة المتناهية الصغر إلى الكون الفسيح، وكل شيء قد بني على هندسة دقيقة محكمة لا تختل أبدًا، فبدأ الدكتور في تفسير الله من هذا المنظور المادي البحت متأثرًا بالفلسفات الهندية، ولكنه لم يلبث سريعًا حتى خرج من تلك التفسيرات بحالة من عدم الرضا التام وفقد قناعاته وشعر بمدى التناقض بين تلك الأفكار وبعضها.
ومرة أخرى اتخذ الدكتور من العلم طريقًا ليخرج به من هذه الظلمات، وعكف على النظر من خلال الميكرسكوب، وبدأ يكتشف أن هذا التناغم والتناسق بين الكائنات الحية، وهذا الأصل الواحد بين كل تلك المخلوقات إنما مرجعه إلى أن خالق هذه الكائنات واحد، وأن هذا الاختلاف الظاهر ليس إلا مجرد تنوع في الأشكال والأحوال، وانتهى إلى حقيقة أن العلم ليس مخالفًا للدين وإنما يدل على الإيمان ويرسخه، وأن نصف العلم وحده هو الذي يوقع العقل في الشبهات والشكوك وخصوصًا إذا كان العقل مزهوًا بنفسه معتدًا بعقلانيته.
الفكرة من كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان
يتحدث هذا الكتاب عن التساؤلات الكبرى التي تتعلق بالله وبالوجود وكيف بدأ الخلق وغيرها. يمثل الكتاب رحلة حقيقية من الشك إلى الإيمان، بالنظر في العالم الأكبر وهو الكون الهائل، والعالم الأصغر وهو الخلية والذرة وما شابههما، وعن طريق بعض التأملات والتساؤلات الفلسفية يروي لنا الكاتب قصة وصوله إلى اليقين فيما يشبه السيرة الذاتية.
مؤلف كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان
مصطفى محمود، طبيب ومفكر وكاتب وباحث مصري، وُلِدَ عام 1921 وتوفي عام 2009.
له العديد من المؤلفات منها: الإسلام: ما هو؟ – عالم الأسرار – سواح في دنيا الله – شلة الأنس – رجل تحت الصفر.. وغيرها.