لفتات نفسيَّة
لفتات نفسيَّة
عندما يُوفَّق الوالد إلى اكتشاف شخصية ابنه سيعرف كيف يتعامل معه، فكونه يعرف بماذا يُفكِّر ابنه وماذا يريد يُعدُّ هذا إنجازًا كبيرًا بفضل الله تعالى وتوفيقه للعبد، ومن الوسائل التي تعين الوالد على ذلك أن يترك مساحة كلام لابنه، وأن يصادقه ويعطيه الثقة ولا ينتقده ويقيِّمه طوال الوقت، فالملاحظات التي تُبنى على الحب تؤدي إلى شعور الابن باحترام أبيه له، ومن الأفضل أن يكون الوالد خفيفًا في جلسته مع الأبناء بحيث يُفقَد إذا ذهب ويُفرَح به إذا جاء، فمن الجميل أن يعاملهم برفق ولين، وألَّا يستخدم معهم أسلوب العسكرية والانضباط الزائد، فالرفق لا يدل على ضعف الشخصية، كما أن الغضب والهجوم لا يدل على القوَّة، إذ إن الوالد اللطيف المنصت يميل إليه الأبناء، ولن يجعلهم يحتاجون إلى شخص خارج إطار الأسرة، بل سيكون هو الملجأ لهم حتى إذا وقع منهم الخطأ.
قال رسولنا (صلَّى الله عليه وسلَّم): “حُرِّم على النَّار كل هيِّن ليِّن سهلٍ قَريب من النَّاس”، حاول أيها الوالد أن تُزيلَ الحواجز بينك وبين أبنائك وشجِّعهم على الصدق.
ومن الضروري أن تتوافر للابن حياة طبيعية وتُترَك له مساحة للانطلاق دون فرض قيود مبالغ فيها،
لأن فرض القيود بحجة حماية الطفل من الأخطاء التربوية، فإذا لم يُستخدَم أسلوب الاعتدال، ستخرج لنا شخصيات مهزوزة تكتم مشاعرها إلى أن تتحوَّل هذه المشاعر إلى الكتمان والعنف.
الفكرة من كتاب التربية العاطفية للأبناء
من المهم جدًّا الاهتمام بتربية الأبناء في جميع مراحلهم العمرية، ومن الجيد أن يستعين الوالدان بما ينمِّي عندهم المهارات التربوية، وأن يسعى كل والد ووالدة إلى التطلُّع على الخبرات السابقة والقراءة في هذا المجال حتى يتسنَّى لهم أن يستخدموا مناهج التربية السليمة مع أبنائهم.
مؤلف كتاب التربية العاطفية للأبناء
الدكتور سالم العجمي: كويتي الجنسية عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت، حاصل على شهادة الدكتوراه في الفقه المقارن من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 2012م، وهو مستشار أُسري في محكمة الأسرة بوزارة العدل، وله برامج دائمة في القنوات الفضائية.
أبرز مؤلفاته: “كلمات من واقع الحياة”، و”وليسعك بيتك”، و”نزهة الخاطر”، و”ضحية معاكسة”.