علاقة اللغة بالتفكير
علاقة اللغة بالتفكير
الطفل في صغره لا يُفهم حين يتحدث ليس لأنه يتحدث بلغة غير مفهومة فحسب، بل بلغة غير دقيقة ولا محددة يعتمد في كل أحاديثه على التعميم، فعلى سبيل المثال: حين يستيقظ صباحًا أو أي وقت بيومه فلا يجد أباه لو سألته “أين أبوك؟” سيُجيب بـأنه “ذهب إلى العمل” حتى لو لم يكن في العمل، فهنا هو مُعمِّم لا يُدرك من لغة فهمه واستيعابه إلا أن عدم وجود أبيه يساوي ذهابه إلى العمل، لكن حين يكبر يومًا بعد آخر يفرِّق بين ذهاب والده للعمل وخروجه لغرض ما، وهو هنا سيُدرك مفهوم الغياب المتعدِّد للشخص، لذا فكلَّما نضج الإنسان تطوَّرت عنده اللغة وتنوَّعت مفاهيمه ليُدرك أكثر، واللغة بحر متسع فيها من كل نوع من شمولية المعنى والتخصُّصية، وهذا ما يجعل تطوُّر اللغة عند الإنسان عاملًا مهمًّا للتعبير أكثر عن تفكيره، كما أن بينهما علاقة طردية كلما اتسع إدراك وتفكير المرء اتسعت لغته ونضجت.
وقد جمع العلماء في بعض الأحيان بين مفهوم الذكاء والتفكير بأنهما بمعنى واحد، لكن التفكير هو مسايرة الواقع والانغماس فيه لإخراج نتائج، أما الذكاء فهو ناتج عن التفكير بذاته من أنشطته، ويدل على نجاح المرء في عملية التفكير، لذلك يختلف كل شخص عن الآخر في تفكيره، وكذلك في معدل ذكائه وإدراكه للمفاهيم من حوله، وذلك أيضًا يعود إلى اختلاف الثقافات والبيئة الموجود فيها والذي ينتج عنه خبرات مختلفة لكل إنسان.
الفكرة من كتاب التفكير عند الإنسان
تعدَّدت استخدامات التفكير في حياة الإنسان حتى دعانا ذلك إلى التفكير في التفكير ذاته والبحث عن ماهيته، ويدور هذا الكتاب حول التفكير عند الإنسان وفي حياته وماذا يُقصد بالتفكير، وإن اختلف التفكير بين إنسان وآخر كان المشترك بينهما هو أن نتيجة التفكير دائمًا ما تؤول إلى تغيير وحل.
مؤلف كتاب التفكير عند الإنسان
أحمد فائق ولد 8 أغسطس 1936، حاصل على ليسانس الآداب، قسم علم النفس وماجستير ودكتوراه في علم النفس، عمل أخصائيًّا نفسيًّا بوزارة الصناعة، ومدرس علم النفس بجامعة عين شمس، ومن مؤلفاته: “جنون الفصام”، و”مدخل إلى علم النفس”، و”التحليل النفسي بين العلم والفلسفة”، وله العديد من الأبحاث التى نُشِرَت في الدوريات العلمية.