مشكلات الإنكار
مشكلات الإنكار
هناك بعض الإشكاليات التي يعرضها منكرو السنة في سياق رفضهم لحجيَّتها أو موثوقيتها، ومن أهمها وأبرزها قولهم: لماذا يحيلنا القرآن إلى مصدر تشريعي آخر؟
وهذا السؤال نتيجة متوقعة لنزوع الإنكار الأعمى عند هؤلاء القوم، وافتراض أن الله لا يحتاج إلى غير القرآن مصدرًا للتشريع، إلا أن الرد عليهم يكون من القرآن نفسه، وهو التحدي ذاته الذي جابه به الله أهل الكتاب في قوله: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾، وقوله: ﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ﴾، على الرغم من أن أهل الذكر والكتاب في هذه الآيات لم تسلم صحفهم وكتبهم حينها من التحريف أو التغيير إلا أن الله أحال الناس والنبي (صلى الله عليه وسلم) إلى سؤالهم، واعتبر ما بين أيديهم ذكرًا وكتابًا لا لشيء إلا لتأكيد أن المعرفة الدينية الصحيحة أو المختلطة ما بين صحيح وضعيف يمكن أن تكون من مصدر خارج الوحي كمصدر ثانٍ أو داعم ومفسر وموضح للوحي ذاته، وهذا تمامًا ما يصعب على منكري السنة تجاوزه أو إنكاره أو حتى دحضه.
حتى إذا نظرنا إلى نوعية السؤال نجد أن الله لم يحلهم إلى سؤال أهل الكتاب في مسائل فرعية إنما كان الأمر يتعلق بالعقائد والشكوك المخرجة من الملة، وهذا فيه أيضًا رد على الإشكال الذي يقول لما يحيلنا الله إلى مصدر آخر حتى نتعرف على تفاصيل تشريعه؟
فنقول لأن الله أحال النبي ومن معه إلى السؤال والبحث في آثار الأولين عن صدق ما هو أعظم مما أحالنا إليه فيما تتناوله مواضيع بالسنة، فإن كان القرآن قد أقر بهذا فهو كذلك مقر لشرعية الاحتكام إلى السنة من باب أنها أصح وأولى.
الفكرة من كتاب إمكان التاريخ وواقعية السنة
انطلق الشيخ عبد الله الشهري في هذا الكتاب من التعامل مع التاريخ كشرط وحجة لإمكانية تحقق المعرفة، ثم الانطلاق من هذا الشرط المعرفي لإثبات حجية السنة كظاهرة مخصوصة وضرورية من هذا التحقق التاريخي المعرفي.
كما انطلق من النظرة الكلية إلى التاريخ باستخدام العقل والواقع ودلالات القرآن لتحديد الأطر العامة التي تؤكد تحقُّق المعرفة من التاريخ من جهة، والاشتباك والتماس مع التفاصيل الجزئية التي تؤسس لقضايا هذه الأطر العامة وتثبت إمكاناتها وصحتها من جهة أخرى.
مؤلف كتاب إمكان التاريخ وواقعية السنة
الشيخ والدكتور عبد الله سعيد الشهري: سعودي الجنسية، باحث في علم الاجتماع ومهتم بالملف الفكري، وهو مؤلف ومترجم، وكان قد حصل على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من جامعة لستر، والماجستير في اللغويات التطبيقية من جامعة نوتنغهام في بريطانيا، وبكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام سعود الإسلامية.
إضافةً إلى اشتغاله محاضرًا، عمل مستشارًا إداريًّا في التعلم التنظيمي ومنهج تعليم اللغة الإنجليزية،
وله عدد من المؤلفات والترجمات، ومنها:
ثلاث رسائل في الإلحاد.
آفاق علمية ورؤى نقدية.
المخرج الوحيد.
كما قام بترجمة كلٍّ من كتاب “أحقًّا نريد تغييرًا مستمرًّا؟!”، وكتاب “وهم الشيطان”.