القرآن يثبت تحقق المعرفة بالتاريخ
القرآن يثبت تحقق المعرفة بالتاريخ
يزعم أغلب منكري السنة أن مرجعيتهم في ذلك القرآن الكريم، وأنهم لا يسلمون لمصدر خبري دون القرآن الكريم.
ولكن ها هو القرآن الكريم يضع بين أيديهم هذه الدلائل الواضحة إثباتًا لتحقق المعرفة من خلال التاريخ ما يلزمهم منه الاعتراف بالسنة وإقرار حجيتها كمصدر من مصادر الخبر والتشريع، حيث يقول الله (عز وجل): ﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ﴾، ويقول في موضع آخر متحدِّيًا: ﴿”ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾، لنجد أن هذه الآيات تشير إلى حقيقة مهمة، وهي أن المعرفة يمكن أن يوجد أثر أو بقية منها في كتب الأولين، لهذا سماها الله “علمًا وذكرًا” لإمكانية تحقق المعرفة أو جزء منها.
وهذا يعني أن صدق الأخبار يمكن أن يعتدَّ به رجوعًا إلى واقعية التاريخ لاشتماله على القوة البرهانية الكافية لإحقاق الحقائق في أي قضية تخص البشر، وهذا تمامًا ما يثبت به واقعية السنة أيضًا في كونها علمًا وتشريعًا ومعرفةً لأنها كهذه الأخبار لا يتعذَّر إمكان إثباتها إلا إذا كان التاريخ متعذِّرًا من الأساس، والله (سبحانه وتعالى) لا يكلِّف متعذِّرًا بمتعذِّر لأنه كما قال (عز وجل): ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾.
إلى جانب أن هذه الطريقة القرآنية في الاعتماد على التاريخ والرجوع إليه في الاحتجاج والإثبات طريق ينبغي أن نسلكه نحن كذلك لإثبات إمكانية السنة تاريخيًّا بتأكيد إمكانيته في كونه شرطًا أساسيًّا يقتضي الاعتراف به والتسليم له الإقرار بالسنة والاعتراف بعيدًا عن المنهجية الانتقائية أو التجديف.
الفكرة من كتاب إمكان التاريخ وواقعية السنة
انطلق الشيخ عبد الله الشهري في هذا الكتاب من التعامل مع التاريخ كشرط وحجة لإمكانية تحقق المعرفة، ثم الانطلاق من هذا الشرط المعرفي لإثبات حجية السنة كظاهرة مخصوصة وضرورية من هذا التحقق التاريخي المعرفي.
كما انطلق من النظرة الكلية إلى التاريخ باستخدام العقل والواقع ودلالات القرآن لتحديد الأطر العامة التي تؤكد تحقُّق المعرفة من التاريخ من جهة، والاشتباك والتماس مع التفاصيل الجزئية التي تؤسس لقضايا هذه الأطر العامة وتثبت إمكاناتها وصحتها من جهة أخرى.
مؤلف كتاب إمكان التاريخ وواقعية السنة
الشيخ والدكتور عبد الله سعيد الشهري: سعودي الجنسية، باحث في علم الاجتماع ومهتم بالملف الفكري، وهو مؤلف ومترجم، وكان قد حصل على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من جامعة لستر، والماجستير في اللغويات التطبيقية من جامعة نوتنغهام في بريطانيا، وبكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام سعود الإسلامية.
إضافةً إلى اشتغاله محاضرًا، عمل مستشارًا إداريًّا في التعلم التنظيمي ومنهج تعليم اللغة الإنجليزية،
وله عدد من المؤلفات والترجمات، ومنها:
ثلاث رسائل في الإلحاد.
آفاق علمية ورؤى نقدية.
المخرج الوحيد.
كما قام بترجمة كلٍّ من كتاب “أحقًّا نريد تغييرًا مستمرًّا؟!”، وكتاب “وهم الشيطان”.