لكيلا يضيع الحب
لكيلا يضيع الحب
يُغفل كل من يردِّد عبارات الزواج يقتل الحب وما شابهها أن الحب لا يبقى ولا ينمو من تلقاء نفسه، بل إنه وكأي شيء آخر يحتاج إلى البذل حتى يبقى، ويحتاج أن يتم تغذيته باستمرار، فلا ينشغل كل طرف عن الآخر بكل ما سواه معتبرًا وجوده مضمونًا في حياته، ثم يتعجَّب أن الحب خفتت جذوته.
والمرأة بفطرتها العاطفية أكثر قدرة على تجديد الحب بينها وبين زوجها، لذا يقع عليها حمل أكبر، لذا ابحثي عما كان يشعل عاطفتكما أول الزواج، وابتكري في وسائله، واحرصي أن تجعلي زوجك يشعر دومًا أنه الأولوية الأولى في حياتك، العناق واللمسات الحانية عند وداعه واستقباله، المرح والضحك، التزيُّن والتطيُّب، الهدايا، وأن تكوني له سكنًا وتشيعي المودة والرحمة في البيت، فإذا حدثتك نفسك بأن تنفجري شاكيةً منه فور عودته، تذكَّري أنك سكن له، لتهدئي وتؤجِّلي الحديث إلى وقت مناسب، رتِّبي لإجازة بمفردكما، أو حتى اخرجا في نزهة لساعتين معًا دون الأولاد، أرسلي إليه رسائل غرامية ولا تتحرَّجي من ذلك، فلا أجمل من كلمات رقيقة تجدِّدان بها مشاعركما.
والزوجة المحبة تخفِّف عن زوجها أعباء الحياة ولا تثقله بطلبات تعرف مشقتها عليه، وتكون بارة بأهل زوجها كما تحب أن يكون هو بارًّا بأهلها، وتحفظ أسرار بيتها ولا تدع مجاًلا لتدخل الأهل والأصدقاء، ولا تغفل التفاصيل الطيبة كمرافقته حتى الباب عند مغادرته واستقباله بحفاوة عند قدومه، وتطييب الفراش قبل النوم، التهيؤ له بما يحب أن يرى، ومشاركته في أمورها، وكلمات الدلال، وتقبيل الرأس واليدين من آن إلى آخر، والاطمئنان عليه خلال يوم عمله، واعلمي أن أركان السعادة الزوجية هي الحب والتفاهم والاحترام، فذلك ما يحفظ البيوت ويجعلها هانئة وقادرة على تخطِّي المشكلات بأمان.
الفكرة من كتاب كيف تبنين بيتًا سعيدًا
سيارة ومال كثير، كثير بما يكفي لألفَّ العالم كله، هذا ما أسميه حلمًا، إما أن أتزوج وأفقد كل متع الحياة، حتى الحب، نعم تعلمين عزيزتي ما إن يدخل الزواج من الباب حتى يغادر الحب من الشباك، ثم ما المميز في أن أتزوَّج؟كل الناس يتزوَّجون، بل كل الكائنات تفعل!
كثرت في زمننا مثل تلك الأفكار والنقاشات، ولكن هل تلك الأحلام هي السعادة حقًّا؟ وهل الزواج كما يتحدثون عنه؟
يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، ومن آياته؛ إذًا فالزواج آية من آيات الله؛ آية جاءت بعد ذكر قدرة الله على إخراج الحي من الميت وإخراج الميت من الحي، وبعد آية خلق الإنسان من تراب، وخلق السماوات والأرض، في وسط تلك الآيات ودلالات وجوده سبحانه، كانت آية خلق الأنثى من الرجل، لماذا؟ ليسكن إليها! وليكون ما بينهما ماذا؟ شحناء وندية وكدر؟ لا بل مودة ورحمة، إنها آية من آيات الله سبحانه، وفي كل نفسين تجتمعان على ميثاق الله آية متجدِّدة نراها بأعيننا، فما سرها؟ وكيف نصل إلى تلك المودة والرحمة والسكينة التي يصفها سبحانه في بيوتنا؟
مؤلف كتاب كيف تبنين بيتًا سعيدًا
الدكتور أكرم رضا مرسي: خبير أسري وتربوي، واستشاري تنمية بشرية وتطوير، من مواليد القاهرة عام 1959م، تخرج في كلية الصيدلة عام 1982، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية، وقد حصل على الدبلوم الخاص للإرشاد النفسي في مجال التربية وعلم النفس، إضافةً إلى حصوله على دبلوم الإدارة التنفيذية EMD من الجامعة الأمريكية في القاهرة، له عدد كبير من المؤلفات والسلاسل في كثير من المجالات أبرزها الأسري والتربوي، ومن مؤلفاته:
على أعتاب الزواج.
بيوت بلا ديون.
قواعد تكوين البيت المسلم.
متعة النجاح.