الحوار
الحوار هو جسر التواصل، ولا تستقيم الحياة بين الزوجين دون تواصل يقرِّب وجهات النظر ويؤلِّف القلوب ويؤنسِ كلًّا منهما بصاحبه، وأهم ما يجب الحفاظ عليه في الحوار هو الاستمرار والتغافر، وتنمية الحوار تكون من خلال الإنصات الجيد، ومن ذلك عدم المقاطعة والتجاوب مع الكلام، والاستماع بغرض الفهم لا البحث عن رد مناسب، وأن تكوني إيجابية ومشجعة.
ومما يدمر الحوار: تبادل الاتهامات، ومحاولة الانتصار على الآخر، وأن تعاتبيه على كل صغيرة وكبيرة، وتصرِّي على رد الخطأ فور حدوثه دون تفكير وتروٍّ، وألا تتوقَّفي حتى عند ملاحظة غضبه، وأن تستحضري كل الخلافات السابقة في كل خلاف جديد، وأن تتحدثي عن المشكلات أمام الأهل والأقارب.
ومن المهم أن يكون بين الزوجين قدرٌ من المصارحة، فتصارح الزوجة زوجها بما تحب أن يعاملها به وبما لا تحب، وتسأله أيضًا عن ذلك، وتصارحه كذلك في الأمور المادية، فتخبره باحتياجاتها وتضبط معه أمورها المادية من بداية الزواج، ومما يعين على المصارحة: أن نفصل بين خطأ الزوج وشخصه فننقد سلوكه لا شخصه، وألا نستذكر مشكلات الماضي لنسقطها على المشكلة الحالية، وأن نحسن اختيار الكلمات والأسلوب، وألا نجمع العيوب كلها لنلقيها في وجه الزوج جملة واحدة، ومن المهم بالطبع أن تكون المصارحة متبادلة.
وإذا أردت أن تغيِّري أسلوب زوجك أو أن تقنعيه بما ترغبين، فابدئي دومًا بالحديث عن إيجابياته، وتقديره، وتأكيدك لاحترامه، صفي النتيجة التي ترغبين في الوصول إليها، مثلًا لا تقولي له: “إنك عصبي وتصرخ بصوت مرتفع”، ولكن قولي: “أتمنى أن نكون أكثر هدوءًا فالصوت الهادئ يصل إلى القلب”، ولا تنسبي مشاعرك إليه، كأن تقولي “أزعجتني”، ولكن قولي: “شعرت بالانزعاج عندما فعلت كذا”، وابتعدي تمامًا عن التعميم والتهويل والغموض، ولا تقارني زوجك بغيره، واحرصي الثناء عليه وإظهار الامتنان له، وبالطبع اختاري المكان والوقت المناسبين، واحرصي على اختيار الكلمات الرقيقة وعلى الملامسة الحانية.
الفكرة من كتاب كيف تبنين بيتًا سعيدًا
سيارة ومال كثير، كثير بما يكفي لألفَّ العالم كله، هذا ما أسميه حلمًا، إما أن أتزوج وأفقد كل متع الحياة، حتى الحب، نعم تعلمين عزيزتي ما إن يدخل الزواج من الباب حتى يغادر الحب من الشباك، ثم ما المميز في أن أتزوَّج؟كل الناس يتزوَّجون، بل كل الكائنات تفعل!
كثرت في زمننا مثل تلك الأفكار والنقاشات، ولكن هل تلك الأحلام هي السعادة حقًّا؟ وهل الزواج كما يتحدثون عنه؟
يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، ومن آياته؛ إذًا فالزواج آية من آيات الله؛ آية جاءت بعد ذكر قدرة الله على إخراج الحي من الميت وإخراج الميت من الحي، وبعد آية خلق الإنسان من تراب، وخلق السماوات والأرض، في وسط تلك الآيات ودلالات وجوده سبحانه، كانت آية خلق الأنثى من الرجل، لماذا؟ ليسكن إليها! وليكون ما بينهما ماذا؟ شحناء وندية وكدر؟ لا بل مودة ورحمة، إنها آية من آيات الله سبحانه، وفي كل نفسين تجتمعان على ميثاق الله آية متجدِّدة نراها بأعيننا، فما سرها؟ وكيف نصل إلى تلك المودة والرحمة والسكينة التي يصفها سبحانه في بيوتنا؟
مؤلف كتاب كيف تبنين بيتًا سعيدًا
الدكتور أكرم رضا مرسي: خبير أسري وتربوي، واستشاري تنمية بشرية وتطوير، من مواليد القاهرة عام 1959م، تخرج في كلية الصيدلة عام 1982، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية، وقد حصل على الدبلوم الخاص للإرشاد النفسي في مجال التربية وعلم النفس، إضافةً إلى حصوله على دبلوم الإدارة التنفيذية EMD من الجامعة الأمريكية في القاهرة، له عدد كبير من المؤلفات والسلاسل في كثير من المجالات أبرزها الأسري والتربوي، ومن مؤلفاته:
على أعتاب الزواج.
بيوت بلا ديون.
قواعد تكوين البيت المسلم.
متعة النجاح.