الجهاز الخطير
الجهاز الخطير
يحدثنا الدكتور مصطفى محمود أنه ذات مساء اكتشف بـأنّه لم يفعل أي شيء سوى الحملقة في شاشة التلفاز، من برنامج إلى برنامج ومن فيلم إلى فيلم، وأن هذا الجهاز له عكس تأثير الكتاب، فالكتاب الجيد يُحرر صاحبه.
أما التلفاز الجيد يعتقل صاحبه،حيث يعتقل جوارحه ويديه وخياله فالشباب أصبح رخوًا لا يفكر بعد عمل مرهق إلا في صحبة ممتعة وحضن دافئ لأن عينه ألفت الانحلال والفساد، فنحن أمام جهاز خطير له قدرة تشكيلية على العقول ولو وقف مصلح اجتماعي يطالب بإيقاف هذه البرامج اللاهية وتحويلها إلى إعلام تربوي فسوف يواجه مشكلات كثيرة، والحل هو ترشيد الإعلام ثم يبقى قبل كل شيء أن ينتصر كل منا في حربه مع نفسه، وحينما يشرف الواحد منا على إهلاك نفسه، تأتي المشيئة الإلهية فتحُول بين العبد وشهوة قلبه فتنقذه.
ولن تكون أجيال التليفزيون القادمة أحسن بل أسوأ من أجيال ما قبل التليفزيون، حيث يضاعف من الأثر النفسي للتليفزيون أننا نتلقى برامجه ونحن في الفراش في حالة استرخاء كامل بالبيجاما وحولنا الأطفال يشربون بعيونهم كل حركة وهمسة، وهذه الحال تجعل النفوس قابلة للتطبع بكل الأفكار المعروضة ولا حبذا السيئ منها.
الفكرة من كتاب هل هو عصر الجنون
مؤلف كتاب هل هو عصر الجنون
مصطفى محمود، طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في الـ27 من ديسمبر (كانون أول) عام 1921، وتوفي في الـ31 من أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف الكثير من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية.
من أهم مؤلفاته: “الطريق إلى الكعبة – لغز الموت – في الحب والحياة – الأحلام”.