التماهي والخجل
التماهي والخجل
إن حالة التماهي تُعدُّ من الحالات الناتجة عن خلل في العائلة، والتماهي هو مرض فقدان الشخصية (الفردية)، إنها حالة تخنق الذات الحقيقية، فالتماهي هو المعاناة والاختلال وهو التركيز على حاجات الآخرين ، فيصبح الشخص منشغلًا بأشخاص مهمين في حياته ومهملًا لنفسه، ومن أبرز تعريفاته أنه الاعتماد المبالغ فيه على شخص آخر في ما يتعلَّق بالتصرفات والمعتقدات والمشاعر، أي التماهي مع الناس مع تجاهل الذات وكأن هذا الشخص لا يمتلك إلا القليل من الهويَّة الشخصية، كما أن التماهي هو سوء التكيُّف والسلوك المضطرب، إنه مرض! ومرض موجود داخل كل فرد من أفراد العائلة التي تُعاني خللًا ما، وينشأ التماهي عن قمع المشاعر وردود الأفعال والمُلاحظات، ولأن الشخص يُركز بشكل كبير على حاجات الآخرين فسوف يبدأ بإهمال نفسه وحاجاته الخاصة، وهذا كلُّه يعوق تطور الأوجه الروحانية والعاطفية والعقلية لشخصياتنا، ثم يتوسع التوتر بداخلنا حتى تظهر علينا عوارض مرضية ناتجة عن الضغط النفسي الكبير كالشعور بالآلام وإصابة أعضاء الجسم، وعندئذٍ نكون قد وصلنا إلى حالة متقدمة من التماهي تجعلنا نعاني التعاسة، ويُعدُّ التماهي حالة من أكثر الحالات التي تسبب المعاناة والألم.
ونأتي إلى الخجل الذي يلعب دورًا واضحًا في قمع الطفل الداخلي، والمُحرِّك الفعلي لهذا الشعور هو الذات المزيفة، فالخجل هو شعور مؤلم يأتي من إحساسنا بأننا سيئون، والذات الحقيقية قد تشعر بالخجل وتُعبِّر عنه بطريقة صحيَّة وسليمة، أمَّا ذاتنا المزيفة فتدَّعي أنها لا تخجل من شيء وهي لا تبوح بخجلها لأحد، والخجل هو شعور عالمي يعرفه كلُّ البشر ولكن لا بد له من معالجة لأنه إذا تراكم بداخلنا يجعلنا ضحية له، هذا وقد ينشأ الخجل من رد فعلنا على الرسائل والتعبيرات السلبية التي نسمعها، فهذه الرسائل التي تأتي ممن يؤثرون بنا تخبرنا بشكل ما أننا غير جيدين وأن مشاعرنا غير مقبولة.
فعندما نسمع الكثير من : “أنت سيئ” و”عملك غير كافٍ” تكون النتيجة أننا نتبنى هذه الصفات ونضيفها إلى ذواتنا.
الفكرة من كتاب أنقذوا الطفل في داخلكم
إن ذواتنا تستحق الدعم والاحترام، إننا بحاجة إلى أن نشعر بالتقبُّل والحب في كل وقت، فالحب علاج وشفاء لأنفسنا، وعندما يُشفى الطفل الذي بداخلنا ويتحرَّر، فإننا لن نخاف من الحب ولن نهرب منه، بل سنعيشه بكل ما فينا.
مؤلف كتاب أنقذوا الطفل في داخلكم
تشارلز ويتفيلد: هو طبيب أمريكي متخصص في مساعدة الناجين من صدمة الطفولة، وكذلك فهو مُعالِج من إدمان الكحول والاضطرابات ذات الصلة، وهو عضو مؤسس للرابطة الوطنية لأطفال مدمني الكحول، وعضو في الجمعية المهنية الأمريكية المعنية بشأن إساءة معاملة الأطفال، كما أنه قام بالتدريس في جامعة روتجرز، ومن مؤلفاته:
الاعتماد، علاج حالة الإنسان.
الحدود والعلاقات.
الحقيقة حول المرض العقلي .
معلومات عن المترجمة:
آمال الأتات: كاتبة ومترجمة ومذيعة، صدر لها عدد من الكتب المؤلفة، ومنها: “العلاجات الطبيعية للحرقة ولارتداد أسيد المعدة، و”أهم 365 نصيحة تحتاجها كل امرأة” (بالاشتراك).
ومن الكتب التي ترجمتها: “هل نربي أولادنا أم نفسدهم؟” لمؤلفه: روزا باروسيو، و”7 شحصيات تسمم حياتك”، لمؤلفه: أندرو فولر (بالاشتراك).