تأثير التلفزيون
تأثير التلفزيون
التلفزيون له تأثير في سلوك وفكر البشر، ولديه تأثير سلبي وتحفيزي للعنف على الأطفال بوجه خاص، وأيضًا له تأثير إيجابي في تحفيز الاستجابة والتحليل والتفكير عند الأطفال، فلن ننكر أن برامج العنف وجرائم القتل لها تأثير سلبي لكن هذه الأفلام حَلَّت الكثير من الجرائم، وحفزت المجتمع تجاه التحليل الدقيق في الجرائم وسهلت عملية القبض على الكثير من المجرمين في الواقع، ولو اتهمنا التلفزيون في تحفيز العنف فالمساعد الأول هم الآباء، فعليهم مراقبة أطفالهم وما يشاهدونه وأثره في سلوكياتهم، كما أن استجابات البشر لتأثير التلفزيون متنوِّعة ومعقَّدة في درجاتها، فكما ذكر الكاتب من وجهة نظره قائلًا: “رغم أن التلفزيون موجه إلى جماهير عريضة من المشاهدين يبقى التنبُّؤ باستجاباتهم لما يشاهدونه ليس أمرًا سهلًا، هذا إذا كان ممكنًا قياس تلك الاستجابات أصلًا، فإننا قد نشاهد ذات البرنامج، ولكن لأسباب مختلفة، كما أننا ونحن نشاهد تلك البرامج نختلف بيننا في درجة الانتباه التي نشاهدها بها، وكذا في نفاذ بصيرتنا حيال ما نشاهد”.
ومن آثار التلفزيون التي تُسبِّب قلقًا مُبالغًا فيه لدى المُربين هي أنه سارق للوقت، لكن علينا الوقوف لحظات أمام هذا الأثر، إذ إن الموجه والمشرف الأول للطفل هو والداه، لذا عليهما وضع خطة زمنية لأبنائهما للتحكم فيما يشاهدونه ووقته، ويهتمان بالبحث عن جودة برامج جيدة وذات قيمة نافعة لأبنائهما، ولأن التلفزيون مصدر إغراء كبير للطفل قد يتركه والداه لمشاهدته حتى يهدأ أثناء القيام ببعض أعمالهما المنزلية أو الخروج لشراء أشياء والرجوع سريعًا، كل ذلك يضع الطفل بمفرده ولوقت طويل أمام الشاشة، فالطفل الذي يشاهد التلفزيون لمدة ست ساعات أو حتى ثلاث ساعات هو طفل لا يقضي طفولة عادية، فهو محروم من ممارسة طفولته والمسؤول عن ذلك ليس التلفزيون بل الوالدان، فعلى الوالدين ضبط وقت المشاهدة ومحتوى ما يشاهدونه لكيلا يتحول التلفزيون إلى قاتل لأوقات أطفالهم وطفولتهم، فتربية أطفالنا تعتمد على تعليمهم كيفية التعامل مع حياتهم ما ينفعهم وما يضرهم وليس منعهم تمامًا.
الفكرة من كتاب التلفزيون وتربية الأطفال
يضعنا الكاتب أمام عدة أسئلة مهمة في تنشئة أطفالنا من خلال التلفزيون والفيديو، مُتسائلًا باستنكار: هل ستترك طفلك يتربَّى من خلال التلفاز؟ هل معدل الوقت الشاسع الذي يقضيه أمامه لا ينبهك لخطر ما؟ التلفزيون دائمًا عند الوالدين والمعلمين هو المسؤول الأول عن التدنِّي في الدراسة والتعليم للطفل لكنه في الحقيقة ليس كذلك، بل هو ترك المسؤولية الكاملة للتلفاز أو الفيديو لكي يُعلم ويرشد الطفل وأنه مصدر تلقٍّ عنده، فلا ينفك الطفل في التقليد والتأثر بالتلفزيون والفيديو، فالمعلم لديه مسؤولية تربوية وتعليمية تجاه طُلابه، والوالدان لديهما مسؤولية تربوية لأطفالهما، لذا لا يقع خطأ التنشئة فقط على الأجهزة، بل هي عوامل مساعدة ولها جانب نافع أيضًا لن ننكره، فعلينا دائمًا أن نتعامل مع التكنولوجيا الحديثة على أنها ليست المدمر الأول الكامل للمجتمع، لكنها سلاح ذو حدين، وعلينا تعلم كيفية التعامل معها.
مؤلف كتاب التلفزيون وتربية الأطفال
الدكتور ديفيد إنجلاند: هو أستاذ المناهج في جامعة ولاية لويزيانا، واشتهرت بحوثه العلمية ومقالاته الهادفة في مجال الأطفال والتلفزيون، وعمل مستشارًا في مجال الأطفال والتلفزيون لكثير من الهيئات والمؤسسات، وهو عضو في المجلس الوطني الأمريكي الخاص بوسائل الاتصال والإعلام، وعمل مستشارًا للعديد من الجهات المهتمة بالتربية والأطفال، وله إسهامات في مجال تخصُّصه العام، وهو تدريس اللغة الإنجليزية عن طريق القيام بنشاطات ومعسكرات للأطفال.
معلومات عن المترجم:
الدكتور محمد عبد العليم مرسي: هو أستاذ التربية، بقسم التربية، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية بالرياض، وله عدة مؤلفات منها: “التربية ومشكلات المجتمع في دول الخليج العربية”، و”المعلم والمناهج وطرق التدريس”، وله عدة ترجمات منها: “التربية في ألمانيا الغربية، نزوع نحو التفوق والامتياز” لكاتبيه باربارا لينجنز، وهانز ج لينجنز، و”التربية في اليابان المعاصرة” لكاتبه إدوارد ر. بوشامب.