همسات في أذن الأبوين
همسات في أذن الأبوين
تنظيم الوقت من أهم المهارات التي يفتقدها معظم أبناء هذا الجيل، والكثير من الناس يشتكون من انشغالهم طوال الوقت ومع ذلك يشعرون بعدم الإنجاز، وعليه فإن الكاتب يؤكد أن استغلال النصف الأول من اليوم يعتمد عليه تحقيق الاستمتاع في النصف الثاني منه، كما يجب أن يسعى الإنسان للقيام بأعمال البر وفي ذلك دليل على خيريته، وعلى الشريكين أن يوليا اهتمامًا كبيرًا بصلة الرحم، فقد قرنه الله بالتوحيد لأهميته البالغة.
وعلى الزوجين أن يدركا كون السنوات الأربع الأولى في حياتهما في غاية الحرج، وعليهما أن يعتمدا على المرونة والتكيف في تعاملاتهما، وعليهما أن يستجيبا لطلبات الأطفال بالمعقول، وأن يناقشاهم بالحجة؛ حتى لا يترسَّخ في أذهانهم أن البكاء والتشنُّج وسيلة لتحقيق الأمنيات، وعليهما أن يدركا أن الطفل يصدق الأوامر التي يتلقاها بعد اختبارها بالتجربة العملية.
وإذا أراد أحد الشريكين أن يحدثه الآخر بأسلوب مهذب راقٍ، فعليه أن يبادر هو بذلك، ويؤكد الكاتب أن الرجال والنساء لديهم من النبل ما يحملهم على رد التهذيب بتهذيب مثله، والأولى بالوالدين أن يكونا قدوة لأبنائهما، وأن اختلاف أفعالنا مع أقوالنا يجعلهم يقتنعون أن التطابق بين الأفعال والأقوال غير موجود، وهذه أسوأ نتيجة قد يصلون إليها، فالكاتب يؤكد أن محور التحلي بالفضائل هو وجود القدوات الراشدة.
وذلك على نحو خاص عند بلوغ الابن سن العاشرة أو الحادية عشرة، فإنه يكون أكثر ميلًا إلى التماس القدوات فيمن حولهم ليقلِّدوهم بحب وإعجاب، وعلى الأبوين أن يلزما الدعاء بهداية الأبناء، لأن المربي مهما كان مجتهدًا فعليه أن يكثر من التضرُّع إلى الله بصلاح حال أبنائه، كما ينصح الكاتب الآباء بتعويد أبنائهم على الأخلاق الحميدة حتى في أبسط المواقف الحياتية، فعليهم مثلًا ألا يلمسوا السيارات الموجودة في الشارع أو أن يجلسوا عليه.
الفكرة من كتاب الحياة الأسرية
تتأثَّر الأسرة بالقضايا الكبيرة التي تشغل العالم بأسره، والتي تعيد بناء مفهوم الأسرة على أساس الاهتمام بالماديات، مما يؤثر بشدة في التواصل داخل الأسرة الواحدة، كما نلاحظ سيادة مشاعر التباعد والجفاء والارتباك داخل الأسرة الواحدة، وما زاد الموقف تعقيدًا؛ التدخل السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي أضافت إلى المجتمع الكثير من التعاليم المنافية لأخلاق الإسلام؛ لينتقل بذلك الخوف من خارج الأسرة إلى داخلها.
وعليه فإن هذا الكتاب إنما هو محاولة صادقة لإعادة هندسة الحياة على نطاق الأسرة والمجتمع وفقًا لهدي الإسلام، بما يتناسب مع رغبة بعض القراء في الحصول على المعلومة من المقولات المختصرة بدلًا من الكتب المطولة، ويتناول الكاتب خلال هذا المؤلَّف أفكارًا مهمة في أسس الحياة الزوجية، مثل: الوفاق الزوجي وأسلوب العقاب وأسلوب التحفيز، وذلك من خلال الحديث عن الزوجين والتربية، وغيرها من الموضوعات المتنوعة.
مؤلف كتاب الحياة الأسرية
الدكتور عبدالكريم بكار: أحد أبرز الكتاب في مجال التربية الإسلامية والفكر الإسلامي، حاصل على الدكتوراه من قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، مهتم بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة الفكرية والعمل الدعوي الإصلاحي.
وقد تُرجم الكثير من أعماله إلى العديد من اللغات، كما أن له مكتبة صوتية ضخمة تزخر بالعديد من المقاطع الصوتية التي سجلها، للمؤلف نحو أربعين كتابًا، منها: “فصول في التفكير الموضوعي”، و”مدخل إلى التنمية المتكاملة”، و”العيش في الزمان الصعب”، وغيرها من المؤلفات.