وصايا مشتركة للأبوين
وصايا مشتركة للأبوين
على الشريكين أن يدركا أن الطفل ليس صفحة بيضاء كما يعتقد البعض، وإنما يشترك مع الكبار في كونه مفطورًا على الميل وحب الاختيار، كما أن له قدرات أودعها الله فيه، لذا فعلى الوالدين أن يراعيا كل المهارات التي يجب أن يتعلمها أبناؤهما خلال فترات عمرهم المختلفة، فمثلًا حينما يبلغ طفلهما السابعة، فإنه يصبح قادرًا على الرد على الهاتف، وعليهما إذن أن يقدما له الإرشادات الخاصة بهذا السلوك.
وعلى المربي ألا يحتار تجاه بعض الأخطاء السلوكية التي قد تصدر منه أو من أطفاله، وإنما يجدر به أن يلجأ إلى صديق مقرب أو مستشار تربوي، أو أن يشتري كتابًا يجد فيه أجوبة على أسئلته، وعلى صعيد آخر يجب الاهتمام بترفيه الأطفال، فإذا رزق الله الأبوين سعة في المال، فلا حرج أن يخصِّصا جزءًا منه لعمل غرفة لعب للأطفال، وكذلك فعلى المربي أن يحترم خصوصية أولاده بالقدر الذي يجعله مطمئنًّا عليهم.
كما يشير الكاتب إلى ضرورة الوعي بنفسية الطفل وإدراك دوافعه وكيفية تقبُّله للأمور، فالأطفال مثلًا يولون اهتمامًا كبيرًا للتصرُّفات البسيطة، وعليه فإن همسة في أذن طفل قد تمثِّل له شعورًا بالتميز وأن هناك أسرارًا مشتركة بين الأب والابن، ويؤكد الكاتب أن المربي الحصيف هو الذي يدرك أن الكثير من الأطفال لديهم خطط لا يرغبون أن يلزموا بها أحدًا، فعليه أن يتساءل عنها من باب التلميح لا التصريح.
وعلى نحو آخر؛ فإن للثناء دورًا في توليد الخجل في نفس الطفل من ارتكاب الأخطاء، كما أنه يجب توجيهه إلى سلوك الطفل وليس إلى ذاته، كما يشير الكاتب إلى أهمية تعزيز السلوك النوعي لدى الأبناء، فيجب على الفتاة أن تتعلَّم الرقة واللطف، كما يجب على الصبي أن يتعلم التصرف بثقة معتمدًا على نفسه، ويجب على الأبوين مساعدة طفلهما في التعرف على مشاعره وقت الغضب، والوقوف كذلك على أسبابها للتخفيف من حدتها.
الفكرة من كتاب الحياة الأسرية
تتأثَّر الأسرة بالقضايا الكبيرة التي تشغل العالم بأسره، والتي تعيد بناء مفهوم الأسرة على أساس الاهتمام بالماديات، مما يؤثر بشدة في التواصل داخل الأسرة الواحدة، كما نلاحظ سيادة مشاعر التباعد والجفاء والارتباك داخل الأسرة الواحدة، وما زاد الموقف تعقيدًا؛ التدخل السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي أضافت إلى المجتمع الكثير من التعاليم المنافية لأخلاق الإسلام؛ لينتقل بذلك الخوف من خارج الأسرة إلى داخلها.
وعليه فإن هذا الكتاب إنما هو محاولة صادقة لإعادة هندسة الحياة على نطاق الأسرة والمجتمع وفقًا لهدي الإسلام، بما يتناسب مع رغبة بعض القراء في الحصول على المعلومة من المقولات المختصرة بدلًا من الكتب المطولة، ويتناول الكاتب خلال هذا المؤلَّف أفكارًا مهمة في أسس الحياة الزوجية، مثل: الوفاق الزوجي وأسلوب العقاب وأسلوب التحفيز، وذلك من خلال الحديث عن الزوجين والتربية، وغيرها من الموضوعات المتنوعة.
مؤلف كتاب الحياة الأسرية
الدكتور عبدالكريم بكار: أحد أبرز الكتاب في مجال التربية الإسلامية والفكر الإسلامي، حاصل على الدكتوراه من قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، مهتم بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة الفكرية والعمل الدعوي الإصلاحي.
وقد تُرجم الكثير من أعماله إلى العديد من اللغات، كما أن له مكتبة صوتية ضخمة تزخر بالعديد من المقاطع الصوتية التي سجلها، للمؤلف نحو أربعين كتابًا، منها: “فصول في التفكير الموضوعي”، و”مدخل إلى التنمية المتكاملة”، و”العيش في الزمان الصعب”، وغيرها من المؤلفات.