عن الأبناء
عن الأبناء
يرى الكاتب أن تربية الأبناء تعتمد على توافر ثقافة تربوية حسنة لدى الأبوين، وعلى غمر الأبناء بمشاعر منوَّعة من العطف والود والرحمة، كما يجب أن يكون التعامل داخل البيت المسلم قائمًا على المعاملة بما نريد من الأبناء أن يكونوا عليه، وألا نعاملهم بما هم عليه بالفعل، كما يرى الكاتب أننا نربي أبناءنا على أساس من الاستمرارية، وذلك يعني أننا نربي أجيالًا كثيرة وليس فقط أبناءنا.
كما يشير الكاتب إلى فكرة مهمة؛ ألا وهي أن أحد الأهداف الأساسية للتربية هي إبراء ذمة الوالدين أمام الله تعالى يوم القيامة، لذا فعلى الآباء أن يأخذوا مسألة التربية على محمل الأمانة والمسؤولية، فالمربي الناجح هو الذي يمنح أبناءه قدرًا من الحرية والمسؤولية، وهذا يقتضي شعورهم بالكرامة وخفة الضغوط، كما أن على الأبوين أن يدركا أن التربية رحلة طويلة تحتاج الصبر على الغرس، وأن الزمن يؤثر في تكوين الشخصية الناضجة لدى الأبناء .
وعلينا أن نتعامل دومًا مع أبنائنا على أنهم محل للثقة فلا نبادر بالشك فيهم، ولكن لا بد أيضًا من حين إلى آخر أن نتأكَّد من أن ثقتنا في محلها، ويجب كذلك مراعاة المرحلة العمرية للابن عند توجيه النصح، فالنصح الصريح يكون مطلوبًا لمن هم دون العاشرة، والتوجيه بالتلميح هو الأنسب لمن تجاوزوا هذا العمر، كما أن على الآباء مراعاة حقوقها على أبنائهم، ومنها الإقبال على الاعتذار إلى أبنائهم إن أخطؤوا في حقهم.
ولا بد من الانتباه أن للأطفال رغبات عارمة في تحويل كل شيء إلى موضع تنافس، لذا فعلى الآباء الاهتمام بتشجيع الأبناء على التعاون والإيثار، وينصح الكاتب بفضِّ بعض النزاعات بين الأبناء باللجوء إلى القرعة، والتي ترسخ مبدأ العدل في نفوسهم، كما أن على الأبوين أن يدركا رغبة الأطفال في الاستكشاف والفك والتركيب، فمن الأفضل شراء ألعاب قابلة للفك والتركيب؛ حتى لا نقتل الشغف في نفوس أولادنا.
الفكرة من كتاب الحياة الأسرية
تتأثَّر الأسرة بالقضايا الكبيرة التي تشغل العالم بأسره، والتي تعيد بناء مفهوم الأسرة على أساس الاهتمام بالماديات، مما يؤثر بشدة في التواصل داخل الأسرة الواحدة، كما نلاحظ سيادة مشاعر التباعد والجفاء والارتباك داخل الأسرة الواحدة، وما زاد الموقف تعقيدًا؛ التدخل السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي أضافت إلى المجتمع الكثير من التعاليم المنافية لأخلاق الإسلام؛ لينتقل بذلك الخوف من خارج الأسرة إلى داخلها.
وعليه فإن هذا الكتاب إنما هو محاولة صادقة لإعادة هندسة الحياة على نطاق الأسرة والمجتمع وفقًا لهدي الإسلام، بما يتناسب مع رغبة بعض القراء في الحصول على المعلومة من المقولات المختصرة بدلًا من الكتب المطولة، ويتناول الكاتب خلال هذا المؤلَّف أفكارًا مهمة في أسس الحياة الزوجية، مثل: الوفاق الزوجي وأسلوب العقاب وأسلوب التحفيز، وذلك من خلال الحديث عن الزوجين والتربية، وغيرها من الموضوعات المتنوعة.
مؤلف كتاب الحياة الأسرية
الدكتور عبدالكريم بكار: أحد أبرز الكتاب في مجال التربية الإسلامية والفكر الإسلامي، حاصل على الدكتوراه من قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، مهتم بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة الفكرية والعمل الدعوي الإصلاحي.
وقد تُرجم الكثير من أعماله إلى العديد من اللغات، كما أن له مكتبة صوتية ضخمة تزخر بالعديد من المقاطع الصوتية التي سجلها، للمؤلف نحو أربعين كتابًا، منها: “فصول في التفكير الموضوعي”، و”مدخل إلى التنمية المتكاملة”، و”العيش في الزمان الصعب”، وغيرها من المؤلفات.