توصيات للزوجة والأم
توصيات للزوجة والأم
لا يخفى على أي امرأة الوظيفة الأساسية لها في المنزل، ألا وهي العناية بأبنائها وزوجها، ورعاية البيت بما يضمن جذب ساكنيه، وبشكل عام فإن نظافة المنزل يتعاون فيها كل أفراد الأسرة لا الزوجة وحدها، وقد دلَّت إحدى الدراسات على أن الهواء الملوَّث يزيد من احتمال الخلافات الأسرية، كما أن على الزوجة أن تلتفت إلى قدوم زوجها وتبادر بالترحيب به ومناولته الماء البارد، فالاهتمام بالزوج ونشر مشاعر الأنس في المنزل يبدأ من اللحظات الأولى.
كما أن من مقتضيات مسؤولية الزوجة والتي قد لا يلتفت إليها الكثير من النساء؛ أن تتمتع بتفكير إبداعي يجعلها تقتل السأم في بيتها وتقي حدوثه وذلك بأبسط الأفكار غير المكلفة، وعلاوة على ذلك؛ فعليها أن تتفهَّم طبيعة تكوينها، ومن الصفات المميزة للمرأة أنها تتحدث بمعدلات تفوق الرجل؛ لذا عليها أن تحفظ لسانها من إفشاء سره، وفي هذا الصدد يشير الكاتب إلى ظاهرة الخرس العاطفي التي قد تتسبَّب فيها عدة عوامل.
وعلى المرأة أن تتحلَّى بالعقل في حساب أولوياتها في الحياة، وأن توازن بين أدوارها المختلفة في الحياة، فإذا اختارت الوظيفة إلى جانب كونها أمًّا وحاملًا فعليها أن تتوخَّى الحذر لأن ضغوطات العمل قد تسبِّب ما يُسمَّى بالتشنُّج الحملي، وهو صورة من صور ضغط الدم، وأن تحاول تجنُّب التوتر قدر المستطاع، فحتى الجنين في بطن الأم يمكن أن يُصاب بالتوتر المبكر، ولذلك تأثير بالغ في قدرته على التعلم فيما بعد.
وعلى صعيد آخر، يؤكد الكاتب أن على المرأة أن توازن بين مسؤولياتها؛ فعليها ألا تنشغل بالأولاد مثلًا عن زوجها، حتى وإن كان في ذلك قيام بدورها كأم على أكمل وجه؛ وإنما عليها ألا تتناسى أنها زوجة وأم، ولا بد للأم أن تدرك أن معظم سلوك طفلها نابع من علاقتها به، وذلك حسب الدراسات التي أشار إليها الكاتب، وبصفة عامة يجدر بالزوجين أن يتبادلا المشاعر الطيبة باستمرار، وكذلك العبارات الدالة على المحبة والاهتمام.
الفكرة من كتاب الحياة الأسرية
تتأثَّر الأسرة بالقضايا الكبيرة التي تشغل العالم بأسره، والتي تعيد بناء مفهوم الأسرة على أساس الاهتمام بالماديات، مما يؤثر بشدة في التواصل داخل الأسرة الواحدة، كما نلاحظ سيادة مشاعر التباعد والجفاء والارتباك داخل الأسرة الواحدة، وما زاد الموقف تعقيدًا؛ التدخل السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي أضافت إلى المجتمع الكثير من التعاليم المنافية لأخلاق الإسلام؛ لينتقل بذلك الخوف من خارج الأسرة إلى داخلها.
وعليه فإن هذا الكتاب إنما هو محاولة صادقة لإعادة هندسة الحياة على نطاق الأسرة والمجتمع وفقًا لهدي الإسلام، بما يتناسب مع رغبة بعض القراء في الحصول على المعلومة من المقولات المختصرة بدلًا من الكتب المطولة، ويتناول الكاتب خلال هذا المؤلَّف أفكارًا مهمة في أسس الحياة الزوجية، مثل: الوفاق الزوجي وأسلوب العقاب وأسلوب التحفيز، وذلك من خلال الحديث عن الزوجين والتربية، وغيرها من الموضوعات المتنوعة.
مؤلف كتاب الحياة الأسرية
الدكتور عبدالكريم بكار: أحد أبرز الكتاب في مجال التربية الإسلامية والفكر الإسلامي، حاصل على الدكتوراه من قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، مهتم بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة الفكرية والعمل الدعوي الإصلاحي.
وقد تُرجم الكثير من أعماله إلى العديد من اللغات، كما أن له مكتبة صوتية ضخمة تزخر بالعديد من المقاطع الصوتية التي سجلها، للمؤلف نحو أربعين كتابًا، منها: “فصول في التفكير الموضوعي”، و”مدخل إلى التنمية المتكاملة”، و”العيش في الزمان الصعب”، وغيرها من المؤلفات.