توصيات للزوج والأب
توصيات للزوج والأب
الرجل هو قائد الأسرة، وذلك بسبب امتلاكه قدرات ثقافية إدارية وتربوية، ومن مقتضيات ذلك؛ ما يوجب على الزوج أن يحسن التعامل في حالاته الشعورية المختلفة؛ وبخاصةٍ الغضب، وتجد الهدي النبوي يدعوه بأن يستعيذ من الشيطان ويتوضأ، وإن أخطأ في حق زوجته؛ فعليه أن يبادر بمصالحة زوجته بعيدًا عن الملاطفات الغريزية لأن ذلك يشعرها بالإهانة، وفي حالة الاختلاف فإنه يجب تجنُّب حلِّ المشكلة أثناء الغضب؛ وإنما يجب انتظار لحظات الهدوء العقلي.
وعلى الزوج أن يحرص على بثِّ الأمان في المنزل من لحظة دخوله إليه، وذلك في أبسط السلوكيات، فيعانق الصغار ويحادث زوجته، كما يتوجَّب عليه أن يمازحها لأن المزاح له أثر فسيولوجي مهم في امتصاص صدمات الحياة وأكدارها، ويؤكد الكاتب أنه من الظلم أن يتبسَّم الرجل خارج بيته بينما يعبس مع أهله، كما يؤكد أن الحوار هو اتصال بين روحين قبل أن يكون اتصال عقلين.
فعلى الرجل أن يدرك أن المرأة أكثر تأثرًا منه بالكلمة الطيبة، وأكثر تفاعلًا معها، وفي ذلك تطبيق لسنَّة الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما دلَّنا أن نستوصي بالنساء خيرًا فهن القوارير، وعلى الزوج أن يقوِّم زوجته ولكن بإحسان، فإن اختار الهجر في المضجع كوسيلة تقويم؛ فعليه ألا يبالغ في ذلك بأن ينام في سرير آخر مثلًا، كما ينصح الكاتب الزوج أن يبادر بتقديم الهدايا العادية والنفيسة باستمرار.
وعلى الزوج أن يبتعد عن المقارنات السلبية بين زوجته وأمه أو غيرها من النساء، فلكل إنسان مقوِّماته وظروفه، وعلى الرجل أيضًا ألا ينسى دوره كأب، وأحد أوجه هذا الدور أن يعتني بمعرفة أصدقاء أبنائه، فإذا وجد لابنه صديق سوء فعليه أن يتصرف بحكمة، ويتعرَّف على هذا الولد ويناقش ابنه في ملاحظاته دون التجريح في هذا الطفل، إضافةً إلى السعي في تقليل فترات الاحتكاك بينهما.
الفكرة من كتاب الحياة الأسرية
تتأثَّر الأسرة بالقضايا الكبيرة التي تشغل العالم بأسره، والتي تعيد بناء مفهوم الأسرة على أساس الاهتمام بالماديات، مما يؤثر بشدة في التواصل داخل الأسرة الواحدة، كما نلاحظ سيادة مشاعر التباعد والجفاء والارتباك داخل الأسرة الواحدة، وما زاد الموقف تعقيدًا؛ التدخل السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي أضافت إلى المجتمع الكثير من التعاليم المنافية لأخلاق الإسلام؛ لينتقل بذلك الخوف من خارج الأسرة إلى داخلها.
وعليه فإن هذا الكتاب إنما هو محاولة صادقة لإعادة هندسة الحياة على نطاق الأسرة والمجتمع وفقًا لهدي الإسلام، بما يتناسب مع رغبة بعض القراء في الحصول على المعلومة من المقولات المختصرة بدلًا من الكتب المطولة، ويتناول الكاتب خلال هذا المؤلَّف أفكارًا مهمة في أسس الحياة الزوجية، مثل: الوفاق الزوجي وأسلوب العقاب وأسلوب التحفيز، وذلك من خلال الحديث عن الزوجين والتربية، وغيرها من الموضوعات المتنوعة.
مؤلف كتاب الحياة الأسرية
الدكتور عبدالكريم بكار: أحد أبرز الكتاب في مجال التربية الإسلامية والفكر الإسلامي، حاصل على الدكتوراه من قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، مهتم بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة الفكرية والعمل الدعوي الإصلاحي.
وقد تُرجم الكثير من أعماله إلى العديد من اللغات، كما أن له مكتبة صوتية ضخمة تزخر بالعديد من المقاطع الصوتية التي سجلها، للمؤلف نحو أربعين كتابًا، منها: “فصول في التفكير الموضوعي”، و”مدخل إلى التنمية المتكاملة”، و”العيش في الزمان الصعب”، وغيرها من المؤلفات.