مما فرق الإسلام فيه
مما فرق الإسلام فيه
من الأمور التي فرق الإسلام فيها بين الرجل والمرأة مسألة النفقة، فالمرأة غير مأمورة بالإنفاق على غيرها، ويُكلّف بنفقتها والدها أو وليها من بعده، فإن لم يكن لها أقارب يستطيعون تكفلها يقوم بها بيت مال المسلمين، وهي بعد زواجها تجب نفقتها على الزوج، ولها مهر، وعليه إعداد بيت الزوجية كاملًا، وفهمنا لاختلافات النفقة يجعلنا نعي الاختلافات في المواريث وزيادة نصيب الرجل عن المرأة في بعض الحالات، فالرجل هو المكلف بالإنفاق أبًا كان أو زوجًا، وحاجته إلى المال أكبر، ينفق منه على من يلي أمرهم، بينما ما ترثه المرأة يكون ملكها تنفقه في ما شاءت ولا تنفق منه على أحد، فكان التوريث وفقًا لمقدار حاجة الوارث على العموم، والمساواة مع فرق التكليف هي الظلم لا العكس.
وفي أداء الشهادة نجد أن شهادة الرجل تعادل شهادة امرأتين، ويرجع ذلك إلى الاختلافات النفسية والعقلية بينهما كما ذكرنا من قبل، فالمرأة أكثر عرضة للتأثر بالإيحاء وأكثر انفعالًا عاطفيًّا، فكانت شهادة امرأة أخرى معها لتقليل فرصة الخطأ.
أما في الانفصال، فالرجل يطلق والمرأة تختلع، وكما يترك الرجل عندما يطلق للمرأة مهرها وصداقها كاملًا، تعوض المختلعة الرجل عما أنفق، وإذا رفض الزوج الاختلاع تلجأ المرأة إلى القاضي، وقد أمر الله ألا يضيق الرجل على زوجته حتى تفتدي نفسها منه في قوله: ﴿وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ﴾، وقد حفظ الشرع للمطلقة حقها، وأوجب على الرجل نفقتها والتوسيع عليها حتى تنتهي عدتها، وأمر أن يكون الطلاق تسريحًا بإحسان، وحث على عدم نسيان الفضل بينهما.
الفكرة من كتاب وليس الذكر كالأنثى
يقول الله تعالى في كتابه على لسان امرأة عمران: “وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ”، فما أوجه الاختلاف إذًا؟ وما الحكمة منها؟ وما مدى توافق تلك الفكرة مع الأبحاث العلمية والدراسات النفسية الحديثة؟
عن تلك الأسئلة يجيب الدكتور الخشت متناولًا في طرحه الجانب الفسيولوجي والنفسي والعقلي للرجل والمرأة في العلوم الحديثة، مؤكدًا أن غرض الدراسة ليس المفاضلة بين الجنسين بأي حال من الأحوال، وإنما بيان حال وجمع دلائل الآية الكريمة، فقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة من حيث القيمة، وفي ما يتصل بالإنسان من حيث كونه إنسانًا، ثم فرق بينهما في نواحٍ أخرى باختلاف تكوين كل منهما ووظائفه التي أعده الله لها، بما يعلم أنها الأصلح له وللأسرة وللمجتمع ككل، فجعل اختلافهما ليكمل كل منهما صاحبه ويسكن إليه، فينطلقا معًا لمراد الله فيهما على الأرض.
مؤلف كتاب وليس الذكر كالأنثى
محمد عثمان الخشت: كاتب ومفكر وأستاذ جامعي مصري، يشغل منصب رئيس جامعة القاهرة منذ عام 2017، حاصل على الدكتوراه في فلسفة الأديان من جامعة القاهرة، تولى عددًا من المناصب القيادية في نفس الجامعة، منها أنه كان مستشارًا ثقافيًّا فيها، كما كان المُؤسس والمُشرف على مشروع جامعة القاهرة للترجمة، وشغل الخشت منصب المُستشار الثقافي المصري لدى المملكة العربية السعودية، صنفه كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين.
له عدد كبير من المؤلفات في الأديان المُقارنة وفلسفة الدين والفلسفة الحديثة والمُعاصرة، وفي البحوث العلمية وفي السياسة والاجتماع والعلوم الشرعية، وكُتِبت لبحث منهجه ومشروعه الفكري عديد من المؤلفات من كتاب معاصرين.
من مؤلفاته:
مدخل إلى فلسفة الدين.
نحو تأسيس عصر ديني جديد.
المرأة المثالية في أعين الرجال.
مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي: واستراتيجيات إقامة الدولة الفلسطينية.