مهارات وليست عُقدًا
مهارات وليست عُقدًا
يواجه الآباء أثناء عملية التربية الكثير من التحديات التي تحتاج إلى الحكمة والصبر في التعامل معها، وأحد أكبر تحديات التربية اليوم هي التكنولوجيا، فهي تمثِّل باب مُدخلات واسع لا يمكننا التحكم فيه، ولأجل ذلك يجب توعية الآباء بضرورة الحدِّ من تعرُّض الأطفال لها، فتُمنع تمامًا قبل سن الثالثة، حيث إنها تمثل خطرًا كبيرًا على تركيزه ومُعدَّل نموه، بل إنها قد تُميت فضول الطفل نحوك وتشفي فضوله بمُدخلاتها العشوائية، وتتُاح لمدة ساعة واحدة فقط للطفل من عامين إلى ستة أعوام، ومن ستة إلى اثني عشر عامًا لا يتجاوز استخدامه اليومي ساعتين، ثم تُستكمل بقية المراحل العمرية بالاتفاق والمُصاحبة لكن بصرامة وحزم يمنع وصوله إلى الإدمان.
وهناك تحديات أخرى يواجهها بعض الأهالي تكمن في شخصية الطفل نفسه، كأن يكون كثير الأسئلة، وهذه مهارة حسنة ونبوءة خير، فعندما سُئل ابن عباس عن غزارة علمه قال: إنما أوتيت لسانًا سؤولًا وقلبًا عقولًا، والطريقة المناسبة للتعامل مع هذه المهارة هي الإجابة على الطفل بكل مصداقية بما يناسب تفكيره، وتعليمه أن الإجابة أحيانًا تكون غير حاضرة وتحتاج إلى أن يبحث عنها، ولا حرج في ذلك، بل إننا بذلك ننزع من عقله فكرة الكمال، ونعلمه أن الوالد يحتاج هو نفسه إلى التعلُّم حتى الآن، وأنه يلجأ إلى الكتب ومحركات البحث حتى يستفيد.
والتحدي الأخير الذي تحدثت عنه الكاتبة هو: الطفل كثير العناد، وعناد الطفل أيضًا جزء من مهارة الاستقلال ورفض الانقياد الأعمى، وأسلوب التعامل الأنسب مع هذا الطفل هو الحوار، فتتحاور معه بودٍّ وهدوء حول القناعات والأوامر التي تطلبها منه، وتعبِّر له عن تقديرك لرأيه وحبك لذاته رغم اختلافك معه، وتكافئه حين ينصاع لأمرك ووجهة نظرك وتُثمِّن موقفه.
الفكرة من كتاب نباتًا حسنًا
إن الإنسان السوي هو وحدة بناء المجتمع الصالح، ولا تستقيم أمور الحياة إلا باستقامته منذ الطفولة وتنشئته نشأة سوية، وتقع هذه المهمة في المقام الأول على عاتق الآباء والأمهات، لذا وجب عليهم الإلمام بأصول التربية ومبادئها الصحيحة، وفهم طبيعة الطفل وخصائصه واحتياجاته، وكيفية التعامل مع المشاكل التي تخصُّه، وهذا ما قدَّمته الكاتبة نورة أبو تايه في هذا الكتاب بلغة سهلة بسيطة، مستندة فيه إلى الهدي النبوي في التربية.
مؤلف كتاب نباتًا حسنًا
نورة أبو تايه: لها كتابان أحدهما هذا الكتاب “نباتًا حسنًا” الذي يدور حول مبادئ التربية الحسنة والتنشئة السويَّة للأطفال، وكتابها الثاني “كينونة” كتاب تنموي يتحدث عن الأسئلة التي يطرحها العقل ويرتِّب الفوضى التي تسكن النفس، ويُحاول بناء جسر للتفاهم بين الشخص ودواخله، ليُصبح أكثر تصالحًا مع ذاته.