أبواب التربية
أبواب التربية
إن الطفل كيانٌ متكامل، يجب مراعاته وتقويمه في الأمور: الجسدية، والفكرية، والنفسية، والاجتماعية، والأخلاقية، والعاطفية، أمَّا البناء الجسدي فيستقيم بالأكل الصحي وممارسة الرياضة كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “علموا أولادكم السباحة والرماية وأن يثبوا على الخيل وثبًا”، ثم يليه البناء الفكري وتغذية الطفل بمبادئ علوم الدنيا والدين، وذلك عن طريق رواية القصة، ومحاورة الطفل وتدريبه عمليًّا بدلًا من التلقين النظري.
أما التربية النفسية، فهي من أهمِّ أبواب التربية وأكثرها إهمالًا من قبل الآباء لجهلهم بأهميتها، والتي تتمثَّل في مصاحبة الطفل، وزرع الثقة في نفسه عن طريق حضور مجالس العلم منذ الصغر كما كان يفعل عمر بن الخطاب مع ابن العباس، حيثُ كان يُجلسه مع أشياخ بدر، وتوعيته بالفرق بين الخجل الذي هو عجز عن التعامل بثقة وأريحية، والحياء الذي هو التزامٌ بمنهاج الفضيلة.
بعد الأخذ بأسباب بناء الصلابة النفسية للطفل، تأتي مرحلة الانخراط الاجتماعي، والذي يتأتَّى بتعليمه إلقاء التحية، وعيادة المريض، والإشراف غير المباشر على صُحبته بشكل لا يؤثر في استقلال شخصيته، وإنما بالتوجيه الأخلاقي السليم، الذي ينقلنا للبناء الأخلاقي الذي قال فيه (صلى الله عليه وسلم): “أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم”، فنُعلم الطفل في صغره: احترام الوالد والمعلم وكبار السن، وفضل صلة الأرحام والإحسان إلى الجيران، ونزرع فيه الأخلاق الحميدة كالصدق، مع مراعاة أنه قبل سن الخامسة، يُمارس بعض أنواع الكذب الطفولي مثل: الكذب التخيُّلي الذي هو عبارة عن قصص ينسجها بخياله.
أخيرًا نصل إلى البناء العاطفي، الذي يجب أن نتجنَّب فيه الإفراط في الدلال، والقسوة الُمجحفة، بل نرأف بالطفل ونتلطَّف له بالمُمازحة والتصابي، ومنح الهدايا من آنٍ إلى آخر.
الفكرة من كتاب نباتًا حسنًا
إن الإنسان السوي هو وحدة بناء المجتمع الصالح، ولا تستقيم أمور الحياة إلا باستقامته منذ الطفولة وتنشئته نشأة سوية، وتقع هذه المهمة في المقام الأول على عاتق الآباء والأمهات، لذا وجب عليهم الإلمام بأصول التربية ومبادئها الصحيحة، وفهم طبيعة الطفل وخصائصه واحتياجاته، وكيفية التعامل مع المشاكل التي تخصُّه، وهذا ما قدَّمته الكاتبة نورة أبو تايه في هذا الكتاب بلغة سهلة بسيطة، مستندة فيه إلى الهدي النبوي في التربية.
مؤلف كتاب نباتًا حسنًا
نورة أبو تايه: لها كتابان أحدهما هذا الكتاب “نباتًا حسنًا” الذي يدور حول مبادئ التربية الحسنة والتنشئة السويَّة للأطفال، وكتابها الثاني “كينونة” كتاب تنموي يتحدث عن الأسئلة التي يطرحها العقل ويرتِّب الفوضى التي تسكن النفس، ويُحاول بناء جسر للتفاهم بين الشخص ودواخله، ليُصبح أكثر تصالحًا مع ذاته.