بر الوالدين للطفل
بر الوالدين للطفل
عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: “تخيَّروا لنطفكم وانكحوا الأكفَّاء”، وهذا أوَّل حقوق الطفل على والديه، اختيار الشريك المناسب بمعايير سنَّها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أوَّلها الدين، وينتج عن ذلك تكوين أسرة صالحة وبيئة صحيَّة تحمل في باطنها المودة والرحمة لتنشئة طفل سوي، ويُستعان على ذلك بالصبر ومعرفة أسس التربية الحسنة وفضائلها وحكمها في الدين، أما حُكمها فهو الوجوب، حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”، كما أن فضائلها كثيرة، فتربية الولد الصالح صدقة جارية، وكل فعل يفعله وإحسانٍ يحسنه في ميزان حسناتك، وهي تحصينٌ للطفل من الأخلاق السيئة لأنَّك بتربيتك له تخلق في نفسه واعظًا يأمره بالصواب ويُثنيه عن الخطأ، ولها أثر عظيم في بناء علاقة قوية مع الطفل تُغذَّى بالإحسان واللين في التوجيه، والحزم عند الحاجة لا في المُطلق، والحرص على تقوية هذه الروابط بالعاطفة والحب.
وعند الولادة، بعد حمد الله على هذه الهبة، أمرنا رسولنا الكريم بعدَّة واجباتٍ هي من حقوق الطفل، أوَّلها أن يُؤذَّن في أذن الطفل، فتفتح بذلك عهدًا له مع الله، أن تجعله خالصًا لوجهه وتربيه على تعاليم الدين، ثم ورد عن النبي (ﷺ) تحنيكُ فم الطفل بتمرة، والختان، وإقامة العقيقة في يومه السابع والتي من سننها: أن يُذبح له، ويسمى فيه، ويحلق رأسه، ومن حق الطفل على والديه أن يُسمياه باسم حسن لا يحمل دلالة قبيحة، والرضاعة من حقوقه على أمه، فهي مع فوائدها الصحيَّة والنفسية المثبتة طبيًّا، تربط الطفل بأمَّه، فهي تبنيه من حليبها، وتلقمه الحب والاهتمام مع كل قطرة.
الفكرة من كتاب نباتًا حسنًا
إن الإنسان السوي هو وحدة بناء المجتمع الصالح، ولا تستقيم أمور الحياة إلا باستقامته منذ الطفولة وتنشئته نشأة سوية، وتقع هذه المهمة في المقام الأول على عاتق الآباء والأمهات، لذا وجب عليهم الإلمام بأصول التربية ومبادئها الصحيحة، وفهم طبيعة الطفل وخصائصه واحتياجاته، وكيفية التعامل مع المشاكل التي تخصُّه، وهذا ما قدَّمته الكاتبة نورة أبو تايه في هذا الكتاب بلغة سهلة بسيطة، مستندة فيه إلى الهدي النبوي في التربية.
مؤلف كتاب نباتًا حسنًا
نورة أبو تايه: لها كتابان أحدهما هذا الكتاب “نباتًا حسنًا” الذي يدور حول مبادئ التربية الحسنة والتنشئة السويَّة للأطفال، وكتابها الثاني “كينونة” كتاب تنموي يتحدث عن الأسئلة التي يطرحها العقل ويرتِّب الفوضى التي تسكن النفس، ويُحاول بناء جسر للتفاهم بين الشخص ودواخله، ليُصبح أكثر تصالحًا مع ذاته.