الأمهات لا يشبهن صورهن
الأمهات لا يشبهن صورهن
التصوير هو شكل من أشكال الرثاء، فالكثير من الصور تحمل ملامح الشحوب، وتختفي فيها أي علامات للسعادة أو البسمة، وهي تتبع عادةً نمطًا لا نعرف من الذي سنَّه؟ بأن توضع يد المرأة على كتف الطفلة، وأن يكون كف الطفلة في حالة انقباض -بسبب وجود نصف حبة كراميل-، وللأم ساعة لا تعمل.
ولألبوم الصور العائلي أهمية بالغة تظهر في علاقات الفتيات بالمرحلة الثانوية أثناء زيارة بعضهن لبيوت الأخريات كمنقذ للحظات الصمت، حيث يبدأ الحديث عن كل شيء ثم ينتهي فجأة، فهو وسيلة لتعريف الذات، بأن الطفلة لا يقتصر دورها في الحياة على كونها تلميذة، ووفرة الصور تعكس المستوى الاجتماعي لأصحاب الألبوم.
كما نلاحظ في أحيان كثيرة استبعاد الأم من الصور العائلية الجماعية لدرجة تجعلنا نظن أنها ليست على قيد الحياة، أو أن الأم هي نفسها التي قرَّرت أن تطرد نفسها من هذا الألبوم لعدة أسباب مختلفة، ونحن نمارس أشكالًا مختلفة من التنقية للأحداث والنجاحات والإخفاقات خارج الألبوم العائلي، ونحن المسؤولون عن ترتيب التاريخ المدوَّن فيه.
فكل ألبوم صور هو اقتراح لقصة حياة ما، وإن لم تكن حدثت بهذا النسق، ومصير الأحداث التي يوثِّقها الألبوم لا يمكن أن يتوقَّعها أحد، فربما تشمل خيبات أمل مثل ما يحدث لابتسامات صور الزفاف بعد الطلاق، أو اكتشاف خيانة صديق، فنبادر بإخراجها وإحراقها بنفس حماس وضعها في الألبوم، وذلك بهدف طمس جزء من التاريخ.
الفكرة من كتاب كيف تلتئم! (عن الأمومة وأشباحها)
تتناول المؤلفة في هذا الكتاب طبيعة حياة الأم ونفسيتها، وتسلِّط الضوء على مشاعر الأمهات خلال فترات الحياة المختلفة، وتؤكد أن حياة الأم مع طفلها إنما هي صراع مستمر، منذ لحظات الحمل الأولى وطيلة حياتهما معًا، كما تتحدث عن أثر التكنولوجيا التي تحرمنا من حالة انتظار نوع الطفل، وكذلك توضح أن مشاعر الأمومة تنطوي على مشاعر عميقة وغير مفهومة أحيانًا مثل الشعور بالذنب والتهديد المستمر، ولا يمكن حصر الأمومة في مشهد واحد.
لأنك تراها في أم من غرب أفريقيا حاملة طفلها على ظهرها، أو من الهند تحمله على صدرها، أو في حفلة تخرج أبنائها، وكذلك تطرح الكاتبة سؤالًا كبيرًا حول تخيل الولادة الأولى على الأرض؟ وكيف تعاملت حواء مع مولودها البكر؟ كيف تفهمت غثيان الشهور الأولى؟ وما حقيقة مشاعرها عند رؤية صغيرها؟ ومن الذي قطع الحبل السري بينها وبين صغيرها؟ وما أهمية دور الفطرة في هذه العملية؟ ففي هذا الكتاب تسجل الكاتبة يومياتها مع مشاعرها، كأنها سيرة ذاتية لكل الأمهات.
مؤلف كتاب كيف تلتئم! (عن الأمومة وأشباحها)
إيمان مرسال: شاعرة مصرية ومحررة أدبية، من مواليد مدينة المنصورة بالدقهلية، حصلت على الماجستير في الأدب العربي تحت عنوان “التناص الصوفي في شعر أدونيس”، ثم عملت أستاذة مساعدة للأدب العربي ودراسات الشرق الأوسط بجامعة ألبرتا بكندا، ثم عملت أستاذة متفرغة لإنهاء أحد مؤلفاتها.
لها العديد من الأعمال الأدبية والشعرية على وجه التحديد، كما تُرجمت بعض أعمالها إلى أكثر من 22 لغة مختلفة حول العالم، وللكاتبة عدة مؤلفات، منها: “جغرافيا بديلة”، و”حتى أتخلى عن فكرة البيوت”، و”ذبابة في الحساء”، وغيرها.