الزمن في القرآن
الزمن في القرآن
لطالما كان الزمن لغزًا مدهشًا، يثبت ويتحرك ويطول ويقصر ويتنوع ويتعدد، وليس له حقيقة واحدة يمكن اﻹمساك بها.
فالزمن عند الله عز وجل غير موجود، فهو الأول واﻵخر، فليس قبله زمن وليس بعده زمن سبحانه، وكل الخلق في علم الله إنما هو الماضي، فتجد الآيات القرآنية كلها تروى بصيغة الماضي حتى ما نعتبره منها مستقبلًا، فهو سبحانه فوق حدود الزمان التي ندركها كلها.
والقرآن يكشف لنا من أسرار الزمان الأعاجيب كما يقول المؤلف، فيخبرنا عن مخلوق كالروح فاليوم عنده بخمسين ألف سنة عندنا، وبعض الملائكة يومها بألف سنة فقط، والكواكب والمجرات من حولنا كل منها لها تقويمه الزمني الخاص، ويوم البعث والحساب يتغير تقويم الإنسان الزمني فيظن أن عشرات السنين كانت يومًا أو بعض يوم.
والزمان هذا بيد الله سبحانه وتعالى، فنرى أصحاب الكهف قد لبثوا ثلاثمائة عام في نومتهم، فمرت في أذهانهم كأنها يوم أو بعض يوم، فالله سبحانه قاهر على الزمان محيطٌ به، وهو سبحانه مع عبيده كلهم لحظةً بلحظة مهما تفاوتت أزمنتهم، يراقبهم ويجيب سؤالهم في ذات الوقت، سبحانه لا يشغله شأن عن شأن.
الفكرة من كتاب من أسرار القرآن
يحاول الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب الوقوف على حقائق بعض القضايا ومناقشتها من خلال القرآن الكريم، وهي قضايا تخص المجتمع عمومًا والنفس البشرية خصوصًا، ومن خلال استنطاق أسرار القرآن يضع حلولًا وفهمًا جديدًا لتلك المشكلات، وهو بهذا الطرح يقاوم التيار الغربي الجارف الذي يصدر للمجتمع الإسلامي تصورات مخالفة لدينه.
مؤلف كتاب من أسرار القرآن
مصطفى كمال محمود حسين: طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في 25 ديسمبر (كانون أول) عام 1921 بمحافظة المنوفية، وتوفي في 31 أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية. من أهم مؤلفاته:
نار تحت الرماد.
علم النفس القرآني.
في الحب والحياة.
السؤال الحائر.