هلَّا شققت عن صدره!
هلَّا شققت عن صدره!
“الإسلام دين الإرهاب وسفك الدماء”، دعوى جاهلة سخيفة تتصدَّر دنيانا كل حين وآخر بلا دليل ولا حجة، وليس الغرض منها سوى زلزلة الأرض تحت أرجل ضعفاء الإيمان قليلي العلم، ومن يستقرئ التاريخ يرى بالوقائع والأحداث والأسماء أن سفك الدماء وإزهاق الأرواح لم يكن إلا على أيدي أصحاب الديانات الأخرى السماوية المحرفة منها والأرضية الوضعية، ومن جهة أخرى فإن من يستقرئ التاريخ الإسلامي ومبادئ وأسس الجهاد في الشريعة الإسلامية لا يسعه إلا أن يشهد لهذا الدين بالرحمة وأن يعطيه ميثاق العزة الأبدي!
ما نزل هذا الدين في الأساس إلا حفظًا لنفوس سكان العالم من الخلود الأبدي في الجحيم، فكيف يسهل عليه إزهاق أرواحهم هكذا بلا ضابط ولا قانون!
لم يكن المسلمون الأوائل إلا رجالًا يزهقون أرواحهم في سبيل الحق، يتركون منازلهم وأزواجهم طمعًا في الثواب الأعلى، وهؤلاء هم تلامذة المصطفى الذي كان يأبى عليهم أن ينشبوا الحروب أو يستفزوا الخصوم، ومن ذلك أنه في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس خطيبًا فقال: “أيها الناس لا تتمنَّوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف”، وكان (صلى الله عليه وسلم) إذا خاف قومًا قال: “اللهم إنا نسألك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم”.
ونذكر هنا مشهدًا تعجز الأقلام عن وصفه وتحليله، روى البخاري في صحيحه عن أسامة بن زيد (رضي الله عنه) قال: “بعثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الحرقة من جهينة، قال: فصبَّحنا القوم فهزمناهم، قال: ولحقتُ أنا ورجل من الأنصار رجلًا منهم، قال: فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، قال: فكفَّ عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) قال لي: يا أسامة، أقتلْتَه بعدما قال لا إله إلا الله؟ قال: قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوِّذًا، قال: فقال: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قال: فما زال يُكرِّرها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم”، وفي رواية قال له: “أفلا شققتَ عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا”، ترى كيف كانت لهجة وتقاسيم وجه النبي حين أخبره أسامة بذلك، وكيف شعر أسامة حتى تمنى أنه لو أسلم يومها! هذا دين يحترم النفس الإنسانية.
الفكرة من كتاب فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء
من رحمة الله بعباده أنه خلقهم وأوجدهم، وأنه حين أوجدهم هداهم لما أوجدهم وخلقهم له فوضح لهم وبيَّن، وذلك بأن أنزل كتبًا وأرسل رسلًا وفرض شرائع وأحكامًا ضابطة للوجود الإنساني، ثم اقتضت حكمته أن يختم هدايته بنبي الرحمة والهدى؛ النموذج الأكمل والأشرف والأطهر على وجه الأرض، حيث كان قرآنًا يمشي، علمه ربه وأدَّبه فأحسن تأديبه، واصطفاه وطهَّره وهيَّأه وهيَّأ له منذ أن كان في بطن أمه فارتضاه خاتمًا عربيًّا مشرِّفًا بكلام رب العزة، وجعل طاعته من طاعته ومحبته من محبته وكفايته على قدر اتباع سنة نبيه ومصطفاه، فأحواله وحياته وسيرته سراج يهتدي به الساري في سفر الحياة.
في هذا الكتاب لمحة يسيرة من جانب من جوانب سيرته العطرة، كيف كان حاله مع الذكر، ماذا كان يقول، متى، وكيف، يسوقها الكاتب بأسلوب يسير بسيط وبأمثلة متعددة.
مؤلف كتاب فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء
محمد الغزالي، سُمي الشيخ بهذا الاسم رغبة من والده في التيمُّن بالإمام الغزالي، ولقد عمل إمامًا وخطيبًا بعد تخرُّجه في مسجد العتبة الخضراء، ثم تدرَّج في الوظائف حتى صار مفتشًا في المساجد، ثم واعظًا في الأزهر ثم وكيلاً لقسم المساجد، ثم مديرًا للمساجد، ثم مديرًا للتدريب فمديرًا للدعوة والإرشاد.
زار الغزالي مرة ابن بازٍ لمناقشة بعض المسائل العلمية، فلما خرج سأله الصحفيون: “كيف رأيت ابن باز؟ قال: رأيت رجلاً يكلِّمني من الجنة!”.
من أبرز مؤلفاته:
في موكب الدعوة.
معركة المصحف.
فقه السيرة.