دليلك لكسب قلوب الناس وودهم
دليلك لكسب قلوب الناس وودهم
يقرِّر كارنيجي أنه من أراد من الناس أن يهتموا به فليضع نفسه مكانهم ويحبهم ولا يعاملهم بأنانية، وهذا هو سر نجاح كثير من السياسيين، وتحلو الحياة بابتسامة لطيفة لا يتكلَّف صاحبها شيئًا، فيحبه الناس ويفرحون بصنيعه وتبقى ذكرى حلوة أبدًا، بل يعود ذلك التفاؤل عليه هو ذاته بالبهجة والسرور، وأما إسلاميًّا فيؤكد الدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى أن ربط كارنيجي بين خُلق الاهتمام بالناس وتحقيق المصلحة الدنيوية أمر مغاير لما عليه الإسلام، إذ يحث الإسلام الحنيف على ذلك ولكن ربطه بحصول الثواب والأجر للحياة الآخرة مما يعمِّق الأخلاق ويرسِّخها أكثر، ونجد ذلك في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): “إن مِن أحبّكِم إليَّ وأقربكم منِّي مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا..”، فلا يصح أن نعلِّق الأخلاق بالمصالح والأهداف المادية إذن وإلا صارت أخلاقًا مصطنعة يتكلَّفها الإنسان دون أن يكون ذلك الود حقيقيًّا، ويكون الطرف الآخر حينئذٍ على علم بأن الآخرين يظهرون له الود لنيل مصلحة من وراء ذلك لا أكثر، وأما الإسلام فحتى الابتسامة للآخر تكون إرضاءً لله (سبحانه) كما جاء في أحاديث كثيرة منها: “تبسُّمك في وجه أخيك صدقة”، ولا شك أن تبسُّم الإنسان في وجه الآخرين يعود عليه بالنفع وبالسعادة ولكن يكون كل ذلك في إطار الدار الآخرة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة”.
وقد أشار كارنيجي إلى أهمية إتاحة الفرصة للآخرين كي يحكوا تجاربهم فنصغي إليهم جيدًا كما نسألهم باهتمام عن تخصُّصاتهم ومجالاتهم وكذلك نُحدثهم فيما يحبون أن نحدثهم عنه، واتفق الدكتور يحيى مع ذلك مؤكدًا أهمية أدب الحديث والإصغاء كما فعل النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى مع الأعداء، إذ أنصت لحديث عُتبة بن أبي ربيعة وقال له بعدها: “فرغتَ؟” فقال عُتبة: “نعم” ثم تحدث النبي (صلى الله عليه وسلم).
الفكرة من كتاب أليس في أخلاقنا كفاية؟
حظيت كتب الكاتب الأمريكي ديل كارنيجي Dale Carnegie بالشهرة الواسعة حتى أنها تُرجِمت إلى لغات عديدة وطُبعت مئات الطبعات وطارت بها الأرض كلها على الرغم من أن ما فيها ليس جديدًا، ولكنها كانت خلاصة تجاربه الحياتية، وقد دفع ذلك الدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى لتأليف هذا الكتاب؛ فيقابل فيه بين ما ذكره كارنيجي في كتابه “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس” وبين ما هو حاضر في السياق الإسلامي سواء بذكر الأدلة على المسألة الواحدة أو بنقدها وبيان الصواب فيها أو بتفصيل أمرها المُجمل.
مؤلف كتاب أليس في أخلاقنا كفاية؟
يحيى بن إبراهيم اليحيى: ولد عام 1376 هجرية بالسعودية، وحصل على الدكتوراه عام 1412هـ من قسم السيرة والتاريخ بالجامعة الإسلامية بالمدينة، وشغل منصب وكيل كلية العلوم العربية والاجتماعية بالقصيم.
وله مؤلفات أخرى منها: “مشاهدات في بلاد البخاري”، و”أليس في أخلاقنا كفاية”، و”المنتقى من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى”.