بين الوالد وولده
بين الوالد وولده
من الأخطاء التي كثيرًا ما يقع فيها الآباء مع أبنائهم، استخدام العنف والقسوة كعقاب، والأصل في معاملة الطفل الرفق والرحمة والعطف، إذ إن غرض العقاب الإصلاح، ولا تأتي القسوة أو الإهانة بمثل تلك النتيجة، لذا كان من كلام بن خلدون: “من كان مَرباه بالعسف والقهر، سطا به القهر، وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعاه إلى الكسل، وحمله على الكذب والخبث خوفًا من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة، وفسدت معاني الإنسانية التي له، إن من يعامل بالقهر يصبح حِملًا على غيره، إذ هو يصبح عاجزًا عن الذود عن شرفه وأسرته لخلوه من الحماسة والحميَّة”، كذلك من الخطأ معاقبة الطفل بحرمانه من المصروف، إذ يشعره بالحرمان والنقص بين أصدقائه، وذلك هو السبب الأكبر وراء سرقات الأطفال.
ومن الأخطاء المفسدة، معاقبة الطفل على خطأ لا يدركه، فقد نعاقبه على كونه مفرط الحركة يلعب ويمرح ويخرب ويقفز، بيد أن تلك طبيعته في تلك السن، فالطفل لديه طاقة كبيرة وواجبنا نحن أن نوجهها لا أن نأمره بالسكوت والهدوء، فنطلب منه ما يخالف طبيعته، وبعض الأخطاء لا يُعاقب عليها وإنما تُعالج، كالتبول اللاإرادي، فالعقاب في مثل تلك الأمور يزيد المشكلة ويفاقمها، وينبغي للوالدين مراجعة الطبيب إذا تجاوز الطفل الخامسة وكان لا يزال يعاني من تلك المشكلة، ومن الأخطاء التي لا يدركها الطفل الكذب، فهو حتى سن الخامسة لا يميز بين الخيال والحقيقة، كذلك السرقة، إذ إنه لا يدرك حدود ملكيته ولا ملكيات الآخرين، ويبدأ إدراك الطفل لتلك الأمور بعد عمر السادسة تدريجيًّا، كما أنه لا ينبغي عقاب الطفل دون إبداء السبب ظنًّا أنه يفهمه، بل يجب أن يُشرح له السبب في كون ما فعله خاطئًا، لا أن يردع عنه وحسب دون فهم.
الفكرة من كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
الأخطاء تحدث ولا شك، ولا يمكن إيقافها بشكل كلي، وكل ما نستطيع فعله حين حدوثها هو تداركها بشكل صحيح، لذا فإن أكثر ما يزيدها خطورة أن نعالجها بطريقة خاطئة، فنفسد بدلًا من أن نصلح، وذلك واقع في مختلف الأدوار في حياتنا، واقع بين الرجل وزوجته، وبين الوالد وولده، والمعلم وتلميذه، والمرء وصاحبه، والموظف ومديره، لذا قام المؤلف بجمع أكثر الأخطاء التي يقع فيها الناس في معالجة الأخطاء، في محاولة لتسديد محاولات الإصلاح، لنقوم بواجبنا في النصح والرعاية، ونحفظ حقوقنا وحقوق من نحب.
مؤلف كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
عادل فتحي عبد الله: كاتب ومؤلف سعودي، مهتم بالجانب الاجتماعي الأسري والتربوي، له عدد من المؤلفات، منها:
كيف تصبح أبًا ناجحًا.
احتياطات حتى لا ينحرف الأبناء.
كيف تفكِّر بطريقة علمية؟
أخطاء شائعة يقع فيها الأزواج.