خطأٌ بخطأ
دعنا نُقرُّ أولًا أننا جميعًا لا نحب أن نظهر بمظهر المخطئ، فضلًا عن أن نظهر به أمام الناس، لذا فمن الأخطاء الشائعة جدًّا في معالجة الأخطاء النصيحة على الملأ، وقد يدفع ذلك المخطئ أن يكابر ويتمادى في خطئه فيزداد الأمر سوءًا، وقد ينتهي بشقاق بين الناصح والمخطئ، والصواب أن ينصحه بلطف وعلى انفراد، فتكون مساحة الحديث أنسب للأخذ والرد بينهما، وتحقيق المراد من النصح.
ومن الأخطاء بالغة السوء القسوة والغلظة مع المخطئ، وعدم التماس العذر له رغم كونه قد يمتلك عذرًا وجيهًا، وتلك الغلظة تدفع المخطئ ليتمادى في خطئه، ولنا أن نتعلَّم من هدي نبينا (ﷺ) في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد، فكاد الصحابة أن يثوروا عليه فنهاهم النبي، وقال: “دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبًا من ماء، فإنما بُعثتم ميسِّرين ولم تُبعثوا معسِّرين”، وهو الذي يقول أيضًا (صلوات ربي وسلامه عليه): “من أُعطيَ حظه من الرفق فقد أُعطي حظه من الخير، ومن حُرِم حظه من الرفق فقد حُرِم حظه من الخير”.
وكذلك من الأخطاء في مقابلة الخطأ المبالغة في الخصومة وصعوبة الرضا، والنبي يقول: “إن أبغض الرجال إلى الله الألد الأخصم”، ويكثر ذلك من الزوجات مع أزواجهم، وهو أمر أمر قبيح يكرهه الله، وليس من صفات المؤمن في شيء.
ومن الأخطاء الكارثية معالجة الأعراض دون البحث عن السبب وعلاجه، فقد يسرق طفلٌ فنعاقبه بشدة على سرقته فيرتدع، دون أن نوجِّه أعيننا إلى سبب سلوكه ذلك المسلك، وقد يكون السبب خطيرًا كأن يكون لديه مشكلة نفسية علاجها أهم بكثير من ردعه الفوري عن الفعل.
وقد يخطئ أحدهم فنندفع ونتسرَّع في مواجهته، مما يعقِّد الموقف بدلًا من أن يصلحه، ومن وجوه التسرُّع، التسرعُ في طلب النتيجة، أي استعجال المخطئ في تصحيح فعله، وتغيير حاله، وذلك من عدم الحكمة، ومما يصعِّب الأمر على المخطئ، فكثير من الأخطاء تحتاج وقتًا وصبرًا ومجاهدة.
الفكرة من كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
الأخطاء تحدث ولا شك، ولا يمكن إيقافها بشكل كلي، وكل ما نستطيع فعله حين حدوثها هو تداركها بشكل صحيح، لذا فإن أكثر ما يزيدها خطورة أن نعالجها بطريقة خاطئة، فنفسد بدلًا من أن نصلح، وذلك واقع في مختلف الأدوار في حياتنا، واقع بين الرجل وزوجته، وبين الوالد وولده، والمعلم وتلميذه، والمرء وصاحبه، والموظف ومديره، لذا قام المؤلف بجمع أكثر الأخطاء التي يقع فيها الناس في معالجة الأخطاء، في محاولة لتسديد محاولات الإصلاح، لنقوم بواجبنا في النصح والرعاية، ونحفظ حقوقنا وحقوق من نحب.
مؤلف كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
عادل فتحي عبد الله: كاتب ومؤلف سعودي، مهتم بالجانب الاجتماعي الأسري والتربوي، له عدد من المؤلفات، منها:
كيف تصبح أبًا ناجحًا.
احتياطات حتى لا ينحرف الأبناء.
كيف تفكِّر بطريقة علمية؟
أخطاء شائعة يقع فيها الأزواج.