تاريخ التعليم في الإسلام
تاريخ التعليم في الإسلام
جاء فضل العلم في كثير من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية كما قال الله (عز وجل): ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبابِ﴾، ولا يُقصد هنا فقط العلم الشرعي، بل هو كل علم نافع ينفع في الأرض ويُعمرها، وعن أبي الدرداء قال: “من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفر له من في السماواتِ ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياء، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ”، وبناءً على ذلك فقد بالفعل بدأت فترة التعليم الصحيحة القوية منذ عهد الخلفاء الراشدين، فابتدأ الناس تعليم القرآن وتعلمه وتعلم الأدب والفقه وعلوم الأوائل والحديث.
وفي عهد بني أمية اهتموا بالشعر والأدب وترجموا بعض حكم أرسطو، وكان هذا أول ترجمة للفلسفة اليونانية إلى اللغة العربية، ونشط علم الحكمة والتشريع والفلسفة في عهدهم وليس من باب الإنصاف مقارنتهم ببني العباس، فهم من مهَّدوا الطريق لبني العباس وسبقوهم بالترجمة ووضعوا بذورًا لعلوم الدين وعلوم الأدب واللغة، وازدهرت العلوم في عصر بني العباس.
وكانت المؤسسات التي يتلقَّى فيها العرب علومهم أغلبها في الكتاتيب، ثم جاءت المساجد بعد دخول الإسلام مثل المسجد النبوي والمسجد الحرام، ثم حين توسَّع تلقي العلم فُتحت قصور الأمراء والأعوان لتكون ملتقى مُيسرًا لتلقِّي العلم فيه.
الفكرة من كتاب التربية والتعليم في الإسلام
امتدَّت الحضارة العربية الإسلامية وشملت غالب الجوانب لتأسيس حضارة عظيمة ظاهريًّا وباطنيًّا، وقامت على طابعين أساسيين؛ اللغة والدين، لذا كان لها المزيج العربي الإسلامي، وتميَّزت الحضارة العربية بأنها جمعت أزمنة متعدِّدة لعدة دول مختلفة الهويَّات والأجناس، وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب محمد طلس في رحلة مشوِّقة حول الحضارة العربية الإسلامية، وبشكل خاص حول التربية والتعليم في هذه الحضارة وعوامل قيامها وأهدافها ردًّا على الزاعمين بعدم وجود أساس علمي تربوي في الحضارة العربية الإسلامية، وأنه لا أصل لوجود علماء مسلمين عرب وضعوا أسسًا للعلوم والطب والهندسة، وغيرها.
مؤلف كتاب التربية والتعليم في الإسلام
محمد أسعد طلس: هو كاتب ومفكر وأديب وسياسي سوري معروف من أهل حلب، وقد حصل على ليسانس آداب لغة عربية ثم الماجستير في بحثه عن يوسف بن عبد الهادي، ثم حصل على الدكتوراه بإشراف من الأستاذين طه حسين وإبراهيم مصطفى، وكان من كبار موظفي وزارة الخارجية في سوريا خلال خمسينيات القرن العشرين، مثَّل بلدهِ سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكان مستشارًا لهيئة الأمم المتحدة في اليونان، ولهُ مؤلفات تاريخية وأدبية عديدة منها: “تاريخ الأمة العربية”، و”الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب”، و”تسهيل الإملاء بالطريقة الاستنباطية”، و”مصر والشام في الغابر والحاضر”.