حضارة العرب
حضارة العرب
شملت حضارة العرب الاختلافات في الأعراق والأجناس وتميَّزت باللغة والدين، حتى امتد عهدها منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد حتى الآن ووقعت في جنوبي وشمالي الجزيرة العربية وامتدَّت في كل أنحاء العالم، لكن أعداء العرب والإسلام نفوا أن حضارة العرب كانت مميزة، بل ادَّعوا أنهم تخلَّفوا عن باقي الحضارات وأنهم عاشوا في جهل وأنهم لم يرتفع لهم مكانة إلا في أواخر عهد الخلافة العثمانية التركية وهؤلاء الأعداء معروفون بيننا فتجدهم في الصهاينة الذين يريدون تثبيت أقدام اليهود في فلسطين واغتصاب أراضيها أو جواسيس لديهم مصالح استعمارية، أو رومي أو مغولي أو عربي ملحد هدفهم جميعًا هدم الدين الإسلامي ومكانته، ويُوسوس لهم أنهم بأفعالهم يحطمون التاريخ والدين ويستطيعون فرض ثقافتهم زاعمين أن الحرية الفكرية لا تأتي إلا بطمس الفكر العربي المسلم.
وقد كان للعرب ثلاث حضارات؛ حضارة اليمن في الجنوب، وحضارة عرب الشمال في تدمر والشام والجزيرة، وحضارة عرب الحجاز ونجد من 300 ميلاديًّا إلى 700 ميلاديًّا، ووصلنا عن علماء، مثل الأصفهاني وأبي الريحان البيروني والفردوسي وابن الراوندي وغيرهم، أعلوا من مكانة العرب والإسلام وزادوهم علمًا وعملًا، أما الآن فهم مقصورة على مستشرقين غربيين ومجموعة من محرري الصحف والسياسة والمعارف بلا هدف أو علم، وهم في ازدياد وانحطاط وإسفاف علمي وأخلاقي، لكن ما يستغله الغرب حاليًّا هو جهل الأجيال الحديثة بالماضي فيعظمون شأن غربهم ويشككون في كل تاريخ إسلامي ويحطمون من شأنه فلا ينبغي الاستهانة بهم، ويجب الانتباه إلى النشء الجديد في بناء أسس تاريخه فقوم لا يعرفون تاريخهم لن يبنوا مستقبلًا لهم ولن يعيشوا حاضرهم.
ولكلِّ حرب استعداداتها، وهذه حرب تاريخية متأصِّلة؛ هم يزيِّفون ويشكِّكون، ونحن يجب أن نربي جيلًا قويًّا نفسيًّا وعلميًّا ودينيًّا، وقديمًا لم يربِّ العرب أبناءهم عشوائيًّا، بل على أساس ومنهاج قويم وأخلاق عظيمة، كما أسَّسوا فيهم أهدافًا سامية يسعون لها، فماذا عنا اليوم؟ هل فكرت أن تربي ابنك ليكون قائدًا عظيمًا للغد؟
الفكرة من كتاب التربية والتعليم في الإسلام
امتدَّت الحضارة العربية الإسلامية وشملت غالب الجوانب لتأسيس حضارة عظيمة ظاهريًّا وباطنيًّا، وقامت على طابعين أساسيين؛ اللغة والدين، لذا كان لها المزيج العربي الإسلامي، وتميَّزت الحضارة العربية بأنها جمعت أزمنة متعدِّدة لعدة دول مختلفة الهويَّات والأجناس، وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب محمد طلس في رحلة مشوِّقة حول الحضارة العربية الإسلامية، وبشكل خاص حول التربية والتعليم في هذه الحضارة وعوامل قيامها وأهدافها ردًّا على الزاعمين بعدم وجود أساس علمي تربوي في الحضارة العربية الإسلامية، وأنه لا أصل لوجود علماء مسلمين عرب وضعوا أسسًا للعلوم والطب والهندسة، وغيرها.
مؤلف كتاب التربية والتعليم في الإسلام
محمد أسعد طلس: هو كاتب ومفكر وأديب وسياسي سوري معروف من أهل حلب، وقد حصل على ليسانس آداب لغة عربية ثم الماجستير في بحثه عن يوسف بن عبد الهادي، ثم حصل على الدكتوراه بإشراف من الأستاذين طه حسين وإبراهيم مصطفى، وكان من كبار موظفي وزارة الخارجية في سوريا خلال خمسينيات القرن العشرين، مثَّل بلدهِ سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكان مستشارًا لهيئة الأمم المتحدة في اليونان، ولهُ مؤلفات تاريخية وأدبية عديدة منها: “تاريخ الأمة العربية”، و”الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب”، و”تسهيل الإملاء بالطريقة الاستنباطية”، و”مصر والشام في الغابر والحاضر”.