أين نفكر أفضل؟
أين نفكر أفضل؟
“أين ومتى يُفكِّر الناس أفضل وأعمق؟” سؤال شَغل الكاتب أثناء تأليفه لهذا الكتاب، فقام باستطلاع آراء مئات الناس عبر وسائل مختلفة: رسائل بخط اليد، ورسائل مطبوعة، ورسائل عبر البريد الإلكتروني، ومكالمات هاتفية، والجدير بالذكر أن نسبة الاستجابة للرسائل المكتوبة بخط اليد كانت الأكبر!
ذكر الناس من مختلف الأعمار العديد من الأماكن والأوقات، إلا أن التكنولوجيا الرقمية لم تُذكر تقريبًا! مع أنها تُستخدم لكي نبقى على اتصال، ولمشاركة الأفكار وتطويرها، إلا أن الشرارة الأولى للفكرة عادةً تكون في مكانٍ منعزل، وأكثر الإجابات تكرارًا كانت عند الجلوس وحيدًا، في آخر الليل في السرير، عند الاستحمام، في أول الصباح، أثناء قيادة السيارة، عند قراءة كتابٍ أو صحيفة، خارج البيت، وعند الجري.
نجدُ أن معظم الناس لم يذكروا مكاتبهم أو أماكن عملهم، لكن يمكننا إضافة بعض العناصر لبيئات العمل لنحصل على تفكيرٍ أفضل فيها، مثل النوافذ المطلَّة على منظر ممتد، وتغيير أماكن الموظفين من آن إلى آخر، وتصميم المطابخ والسلالم بشكل يزيد فرص اللقاءات غير المقصودة بين الموظفين من أقسام مختلفة لأن المحادثات طريقة فعالة لتحرير تفكيرنا من الجمود، وأيضًا وضع مكاتب المبدعين في أماكن تسمح للآخرين بلقائهم كثيرًا وتبادل الأفكار معهم، وينبغي أن نسمح بقدرٍ من الفوضى المنظمة على مكاتبنا، لأن الفوضى والإبداع رفيقان.
أما في البيت فالجلوس في الشرفات والمحادثات على مائدة الطعام يحفزان التفكير العميق، بعكس انعزال كل فرد مع هاتفه في أحد الأركان.
والأماكن الثالثة التي ليست البيت ولا العمل مثل المقاهي والمكتبات العامة يمكنها أن تكون فرصة للاسترخاء ولمحادثات ثرية مع من نعرفهم أو مع غرباء، وهي فرصةٌ للتجديد وكسر الروتين، ما يجعلنا نستكشف اتجاهات جديدة في التفكير، على أن نبعد التكنولوجيا عن تلك الأماكن، وعلينا كذلك الخروج إلى الأماكن الطبيعية مثل شاطئ البحر والحدائق والمساحات الخضراء؛ كونها مهمة لتفكير إبداعي ونقي، بعيدًا عن عالمنا الذي يتسم بالحركة السريعة والضغط وضرورة إنجاز الأعمال في أسرع وقت، ويفتقر إلى مساحات التأمل والتفكير المتأني بشكلٍ مزعج.
الفكرة من كتاب عقول المستقبل – كيف يغير العصر الرقمي عقولنا، ولماذا نكترث، وما الذي في وسعنا فعله؟
كيف يختلف جيل الشاشة عن الأجيال السابقة؟ وما الذي يمكننا فعله للحد من تأثير الشاشات في الجيل القادم؟ من أين تأتي الأفكار؟ وفي أي الأماكن يمكن أن نفكر أفضل؟ كيف نواجه تأثيرات العصر الرقمي في تفكيرنا؟ هذا ما سنعرفه في تلك السطور.
مؤلف كتاب عقول المستقبل – كيف يغير العصر الرقمي عقولنا، ولماذا نكترث، وما الذي في وسعنا فعله؟
ريتشارد واطسون : كاتب إنجليزي ومحاضر متخصص في الدراسات المستقبلية، يقدم استشارات ونصائح للهيئات الحكومية وغير الحكومية والشركات الكبرى مثل كوكاكولا وIBM وتويوتا، وهو مؤسس موقع What’s next، ومؤسس مساعد لمركز Strategy Insight .
من مؤلفاته كتاب “ملفات المستقبل” (Future files: A brief history of the next 50 years) الذي لاقى استحسانًا واسعًا، والذي يُعد كتاب “عقول المستقبل” (Future Minds) جزءًا ثانيًا له، وأيضًا كتاب “Digital Vs Human: how we’ll live, love and think in the future”.
معلومات عن المترجم:
عبد الحميد محمد دابوه: خبيرٌ تربوي ومترجم مصري، حاصل على ليسانس في الأدب الإنجليزي والتربية، وعلى دبلوم مهني في تدريب المعلم ولغة التواصل من جامعة ريدج في إنجلترا، وعمل في التدريس وفي ديوان عام وزارة التربية والتعليم المصرية حيث شارك في مشروعات مهمة لتطوير التعليم.
من أعماله: ترجمة كتاب “التعلم من أجل التنمية”، وكتاب “ملفَّات المستقبل”، كما شارك في ترجمة موسوعة الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق.