الأطفال بين الشاشات والمدارس
الأطفال بين الشاشات والمدارس
كيف حال الجيل القادِم؟ الأطفال الذين لم يبلغوا سن المراهقة بعد توغَّلت التكنولوجيا في حياتهم بشكلٍ كبير، وربما تجد الأطفال دون الخامسة يعرفون بالفعل معنى البحث على جوجل، وهؤلاء سيُعايشون في المستقبل تقدمًا تكنولوجيًّا كبيرًا لا يتخيَّله البالغون هذه الأيام، وهذا يعني أن علينا أن نولي اهتمامًا أكبر لعقولهم وتفكيرهم لمواجهة تأثيرات العصر الرقمي.
يجب أن نشجِّع اللعب الحر أكثر، أي اللعب الذي لا توجد له قواعد منظَّمة مثل اللعب بالرمال أو المكعبات (ليجو) مثلًا، لأنه يجعل الطفل يطلق العنان لخياله وإبداعه، بعكسِ الألعاب الإلكترونية التي تُبنى على قواعد محددة، ويجب على الآباء والأمهات أيضًا أن يخفِّفوا قلقهم على أبنائهم أو ما يسميه الكتاب “هيستيريا الصحة والسلامة”؛ وأن يسمحوا لأبنائهم باللعب خارج البيت واستكشاف العالم والتفاعل مع الأطفال الآخرين خارج العالم الافتراضي.
وبما أن النظام التعليمي يشغل معظم أوقاتِ هذا الجيل، فعلينا أن نعرف كيف يمكننا جعله ينشِّط هذه العقول أكثر، ولنأخذ في الاعتبار أن التكنولوجيا ليست وصفةً سحرية يمكن بإضافتها تحويل مدرسة سيئة إلى مدرسة جيدة، وأن المرئيات والصوتيات ليست أفضل من الكلمة المكتوبة دائمًا، فالكلمات تجعلنا أكثر هدوءًا وتنشِّط مخيلتنا، كما يجب أن نقلل الواجبات المنزلية الطويلة التي تحرم الأطفال ساعات اللعب الحر وتحرمهم إمضاء وقتٍ جيد مع آبائهم، إضافةً إلى أن علينا التركيز على التفكير الإبداعي أكثر من غيره لأن أغلب المدارس تعلِّم الأطفال كيفية اجتياز الاختبار لا كيفية التفكير، والأطفال يُلقَّنون إجابات نموذجية صحيحة ويُوَجَّهون إلى التفكير المنطقي الدقيق في نظامٍ ضيق الأفق، يُخمِد هذا النظام العقول الفضولية والمنفتحة على الأفكار الجديدة، وتعجِّل التكنولوجيا هذا وتعين عليه، فنحصلُ على جيلٍ يملك وسائل يحصل بها على إجابات سريعة ويقصُّ ويلصقُ المعلومات بجهل، لكنه لا يعرف الأسئلة العميقة ويفتقرُ إلى الشغف والمثابرة والإبداع.
الفكرة من كتاب عقول المستقبل – كيف يغير العصر الرقمي عقولنا، ولماذا نكترث، وما الذي في وسعنا فعله؟
كيف يختلف جيل الشاشة عن الأجيال السابقة؟ وما الذي يمكننا فعله للحد من تأثير الشاشات في الجيل القادم؟ من أين تأتي الأفكار؟ وفي أي الأماكن يمكن أن نفكر أفضل؟ كيف نواجه تأثيرات العصر الرقمي في تفكيرنا؟ هذا ما سنعرفه في تلك السطور.
مؤلف كتاب عقول المستقبل – كيف يغير العصر الرقمي عقولنا، ولماذا نكترث، وما الذي في وسعنا فعله؟
ريتشارد واطسون : كاتب إنجليزي ومحاضر متخصص في الدراسات المستقبلية، يقدم استشارات ونصائح للهيئات الحكومية وغير الحكومية والشركات الكبرى مثل كوكاكولا وIBM وتويوتا، وهو مؤسس موقع What’s next، ومؤسس مساعد لمركز Strategy Insight .
من مؤلفاته كتاب “ملفات المستقبل” (Future files: A brief history of the next 50 years) الذي لاقى استحسانًا واسعًا، والذي يُعد كتاب “عقول المستقبل” (Future Minds) جزءًا ثانيًا له، وأيضًا كتاب “Digital Vs Human: how we’ll live, love and think in the future”.
معلومات عن المترجم:
عبد الحميد محمد دابوه: خبيرٌ تربوي ومترجم مصري، حاصل على ليسانس في الأدب الإنجليزي والتربية، وعلى دبلوم مهني في تدريب المعلم ولغة التواصل من جامعة ريدج في إنجلترا، وعمل في التدريس وفي ديوان عام وزارة التربية والتعليم المصرية حيث شارك في مشروعات مهمة لتطوير التعليم.
من أعماله: ترجمة كتاب “التعلم من أجل التنمية”، وكتاب “ملفَّات المستقبل”، كما شارك في ترجمة موسوعة الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق.