كن مرنًا وتعلَّم المجازفة
كن مرنًا وتعلَّم المجازفة
يبرر أغلبنا أن التشبُّث بمعايير معينة والنظرة إلى الحياة بمنظارٍ معين هو الطَّبع الذي لا يتغير، على الرغم من أنَّ أغلب صفاتنا اكتسبناها بفعل البيئة المحيطة، والصواب أن نتحلى بالمرونة لتغيير كل سلبي بداخلنا، كما أن هناك حقيقة يجب معرفتها وهي أنك لن تجد في تلك الدنيا منطقة آمنة، كأن تظن أنك عند بلوغك هدفًا ما فسوف تنال الراحة الدائمة وهذا غير صائب، لأننا نظل في حياتنا واقفين على أرض متأرجحة بين الشيء وضده كالصواب والخطأ والراحة والتعب، وهذه سُنَّة الله في الحياة حتى يُدرك المسلم حاجته الدائمة إلى ربه (جل وعلا).
وإياك أن تقع في فخ النظر إلى ما في يد الآخرين، وهنا نتذكَّر هنا قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إِذا نَظَر أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عليهِ في المالِ وَالخَلْقِ، فلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ”، إذًا فلا يؤتي لنا النظر إلى من هم فوقنا في أمور دنيوية سوى الحسرة والشعور الدائم بالنقص، كما يجب أيضًا عدم ربط سعادتنا بالحصول على المزيد من المال، لأننا حينها لن نتوقَّف عن الشعور بالحرمان حين يكون الحصول على المال غاية لا وسيلة.
وأخيرًا اعلم أن الإنسان يختلف عن الحيوان في أنه قادر على الاختيار والسموِّ والمجازفة، والمرء إن سعى ليسمو فعليه أن يجازف بعد أن يحدِّد أهدافه ويرتِّب أولوياته، فلا يتحجَّج بحجج واهية كالظروف، ولا يتبنَّى التعميم غير الموضوعي، ففشل تجربة لا يعني أن تعمِّم الإخفاق على كل التجارب، لأنك بذلك تخلق قناعة داخلية بأنك لا تصلح للنجاح في أي شيء، ثم تنحدر نحو الخوف والخمول وتمضي عليك الأيام دون جديدٍ يُذكر.
الفكرة من كتاب أفق أخضر للنجاح والإنجاز
هل يمكن لإضافات صغيرة أن تسهم في إحياء أمةٍ سادها الضعف والضياع؟ أم أضحى الحل أن ينعزل المرءُ بما تبقى من الدِّين وسط هذا الصخب والمغريات اللانهائية التي أصبحت أمرًا عاديًّا مسلمًا به، في وسط عالمٍ يملؤه الخواء وتسيطر عليه المادية والاعتماد المطلق على الأسباب والمنطقية مع غياب مبدأ الضمان الإلهي، كيف يصمد المُسلمُ ويحقِّق أهدافًا يصبو إليها في شتى النواحي؟
يجيب الكتاب على هذه الأسئلة ساعيًا لتكوين نظرة جديدة كمبدأ لتحقيق الإنجازات وامتلاك رؤية جيدة للذات والبيئة المحيطة ومتطلَّبات العصر، كما يعرض الحلول لمعوِّقات النجاح كالكسل والمماطلة والخوف والمقارنة.
مؤلف كتاب أفق أخضر للنجاح والإنجاز
عبد الكريم بكار: هو أستاذ دكتور حاصل على الدكتوراه من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وهو سوري الجنسية له تاريخ مهني في جهات أكاديمية في تخصص اللغة العربية، وجهات إعلامية أبرزها قناة المجد وقناة دليل السعودية، وله نحو أربعين كتابًا في الفكر والتربية والعمل الدعوي، ومن أهم مؤلفاته:
تكوين المفكر: خطوات عملية.
ابن زمانه.
نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي.