وما نيل المطالبِ بالتمنِّي
وما نيل المطالبِ بالتمنِّي
إن الطريق إلى الإنجاز والتحسُّن مفتوح ولم يُغلق، لكنه ليس مجانيًّا يحتاج إلى إرادة تُترجم بفعل، وصاحب الإرادة يتفحَّص نقاط قوته حتى يبدأ في استثمارها ويجعل نظرته إلى الأمور أعمق وبخاصةٍ عند العثرات، فيتبنَّى ذلك المبدأ الذي يقول: “ما يُغلق باب حتى يُفتح بابٌ آخر”، وعليك أيضًا أن تدرك ما تفعله “العقيدة” كمصدر للإثراء الروحي والسرور الداخلي وامتلاك القوة النفسية حين تُذكِّر نفسك برعاية الله الضمان الإلهي الذي لن يتركك جاعلًا إياك تشعر أنه بإمكانك اللجوء إلى ركنٍ شديد لتخرج كل ما بداخلك من حزنٍ وفرحٍ وأمنيات، فتكتسب السكينة وتعرف معنى تنشيط الروح الذي ردمه زحام المادية والمنطقية، كما لا ينبغي التقليل أبدًا مما يسهم به التواصل والعلاقات الاجتماعية بدلًا من الانعزال.
والكبير حقًّا في المنهج الرباني هو الذي يتخلَّص من التيه في المصالح الشخصية ليتحوَّل إلى مصالح الأمة وهمومها، وقد قالوا قديمًا إن المرء يكبر على قدر اتساع دائرة همومه ويصغر بضيق هذه الدائرة؟ كما أن الكبار يركِّزون على نوعية العطاء الذي يقدِّمونه للحياة، في حين أن الصغار يركِّزون على ما يستولون عليه دون اكتفاء أو توازن بين رغد العيش والمجاهدة لأجل الآخرة.
وقد تلاحظ أن الكبار يتصفون ببعض العزلة لأن هذه الصفة تمكِّنهم من الإلمام بما يرونه، فقائد الجيش تجده يقف على مكان مرتفع حتى يمكنه رؤية كل أرض المعركة وتفاصيله، وقد يعرضهم ذلك لسوء الفهم من الكثيرين لكنهم لا يُبالون أو يلتفتون، والكبير تجده يعوِّد نفسه على أن تكون قوية عزيزة لا تقبل الإهانة لنفسها أو للمستضعفين أمامها، فيحمي الضعيف من بطش الجبارين واستغلالهم.
الفكرة من كتاب أفق أخضر للنجاح والإنجاز
هل يمكن لإضافات صغيرة أن تسهم في إحياء أمةٍ سادها الضعف والضياع؟ أم أضحى الحل أن ينعزل المرءُ بما تبقى من الدِّين وسط هذا الصخب والمغريات اللانهائية التي أصبحت أمرًا عاديًّا مسلمًا به، في وسط عالمٍ يملؤه الخواء وتسيطر عليه المادية والاعتماد المطلق على الأسباب والمنطقية مع غياب مبدأ الضمان الإلهي، كيف يصمد المُسلمُ ويحقِّق أهدافًا يصبو إليها في شتى النواحي؟
يجيب الكتاب على هذه الأسئلة ساعيًا لتكوين نظرة جديدة كمبدأ لتحقيق الإنجازات وامتلاك رؤية جيدة للذات والبيئة المحيطة ومتطلَّبات العصر، كما يعرض الحلول لمعوِّقات النجاح كالكسل والمماطلة والخوف والمقارنة.
مؤلف كتاب أفق أخضر للنجاح والإنجاز
عبد الكريم بكار: هو أستاذ دكتور حاصل على الدكتوراه من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وهو سوري الجنسية له تاريخ مهني في جهات أكاديمية في تخصص اللغة العربية، وجهات إعلامية أبرزها قناة المجد وقناة دليل السعودية، وله نحو أربعين كتابًا في الفكر والتربية والعمل الدعوي، ومن أهم مؤلفاته:
تكوين المفكر: خطوات عملية.
ابن زمانه.
نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي.