العوامل التي تسهم في زيادة حمل العمل
العوامل التي تسهم في زيادة حمل العمل
يمكن تعريف زيادة الحمل بأنها اللحظة التي يوجد فيها الكثير من العمل الواجب إنجازه، مع عدم وجود وقت كافٍ لأدائه، فيزيد الضغط على الموظفين مما يصيبهم بالإنهاك، أو الانهيار، ولمحاولَة حل الأمور قبل تفاقمها يجب عليك سؤال نفسك دائمًا: من أين أتى هذا الضغط؟ والسعي وراء معرفة سببه، وبالتالي التخلص منه، ومن أسباب الحمل الزائد: البريد الإلكتروني، والمواعيد النهائية، والسمات الشخصية، إذ إن العديد من الشخصيات تُسهم بزيادة الضغط الواقع عليها، فتجدهم مدمنين للعمل، أو لا يستطيعون قول “لا” لأي شيء إضافي يُطلب منهم، ولذا فإن مشكلة الحمل الزائد مشكلة مشتركة، ويجب على المؤسسات والشركات أن تبدأ في تحمل مسؤوليات الضغوطات التي تخلقها.
وأثناء سوء الأوضاع الاقتصادية في منتصف تسعينيات القرن العشرين، ظهرت ظاهرة تقليل الموظفين، وزيادة الأعمال لتخطِّى الأزمة، ولكنها كانت سياسة خاطئة لأن فعل المزيد بقلة قليلة يؤدي إلى فعل كل شيء بلا أي شيء، وخفض العمالة أحد أسباب زيادة الحمل الرئيسة، كما تعمل المعتقدات الفردية على زيادة الضغوط، فتجد أحدهم يقول: لا أستطيع أبدًا ترك العمل في منتصفه فبمجرد أن أبدأ العمل، لا أتراجع حتى أتمه، وهذا يوضح أن المعتقدات شديدة التأثير، وتدير حياتنا بصورة بالغة القوة،ويجب علينا إدارة طاقتنا فهي مهمة بقدر أهمية إدارة وقتنا، وساعة من العمل بطاقة جيدة وتركيز كامل، تكون أعلى إنتاجية بكثير من ساعتي عمل مع التعب وقلة التركيز.
هناك عبارة يردِّدها العديد من الموظفين، وهي: “سأفعل كل ما يلزم أو سأبذل قصارى جهدي”، وليس هناك شيء أكثر غموضًا وانفتاحًا على كل الاحتمالات من عبارة كهذه، والعديد من العمال اليابانيين، فعلوا كل ما يلزم خلال “معجزتهم الاقتصادية” فلقد عملوا لساعات إضافية، وناموا أسفل مكاتبهم حتى بدأ تعرُّضهم لما يعرف بالموت من فرط العمل، أو karoshi. كما أن أكذوبة الحضور الشخصي حان وقت التخلي عنها، فهو يخلق توترًا لا داعي له، ويخفض إنتاجية المؤسسة، إذ إن الناس تقوم بالأعمال وفق سرعات مختلفة، ومع التقدم التكنولوجي المستمر صار بإمكانك الإنتاج أكثر، وأنت ماكث في بيتك.
الفكرة من كتاب هل يقتلك العمل؟
من يديرون المؤسسات لا ينفكُّون عن رفع وتأجيج مستويات التوتر لدى موظفيهم، وهذا ينعكس بالسلب على إنتاجية العمل، وعلى الموظفين أنفسهم، فهذه ليست مشكلة مقر عمل فحسب، بل هي مسألة صحة عامة لأنها تؤثر في أناس كُثر خارج محيط العمل.
ولخطورة توتر العمل كان هذا الكتاب بمثابة جرس إنذار، ودعوة للتغيير، وهو دليل علمي مفصل للبدء في عملية تقليل الضغوط في مكان العمل، وتشجيع الناس على التحدث، والتعبير عن آرائهم، ومقاومة التوتر المفرط في مقر العمل، والقضاء عليه من خلال توفير حلول عملية، وتقنيات سهلة للتكيف مع توتر العمل.
كما أوضح الكاتب الأدوات اللازمة لمنع الإضرار بمواردنا الأكثر قيمة ألا وهي أنفسنا، وكذلك قام بحصر المشاكل التي تُسهم في الإنهاك، وانخفاض الإنتاجية، وهي: الحجم، والسرعة، وسوء المعاملة، ووضَّح طرقًا فعالة للتعامل معها، من خلال خبراته السابقة.
مؤلف كتاب هل يقتلك العمل؟
ديفيد بوزِين: طبيب، ومحاضر، وكاتب، تخرَّج في كلية الطب بجامعة تورنتو عام 1967، وفي عام 1985 تخلَّى عن ممارسة الطب، وكرَّس حياته ووقته لتقديم المشورة بشأن الحياة والعلاج النفسي، ولمساعدة الناس في التعامل مع الإجهاد والتوتر الناتج عن ضغوط العمل، وهو صاحب الكتاب الأكثر مبيعًا “The Little Book Of Stress | الكتاب الصغير لتخفيف التوتر” الذي تمَّت ترجمته إلى ست لغات، كما يظهر الكاتب على التلفاز، وفي الإذاعة على الصعيد الوطني.
ومن أهم مؤلفاته:
The Little Book Of Stress.
Always Change a Losing Game.
Staying Afloat When The Water Gets Rough.