كن رقيقًا وتحلَّ بضبط النفس
كن رقيقًا وتحلَّ بضبط النفس
إن الزوج الصالح هو من يتعامل مع زوجته برفق ولين، كما أنه دمث الخُلُق، وحسن المعشر، فالمرأة تريد من زوجها أن يبحث عن العذوبة واللين والرفق في داخله ويتعامل بها معها، فهي تريد أن يكون زوجها لطيفًا ودودًا، فمثلًا إذا طلبت زوجتك منك أن توقظها في موعد معين، فلا تذهب إليها عند حلول الوقت تصيح قائلًا: “هيا استيقظي الآن”، بل تريد أن توقظها بلطف، بأن تتحسَّس شعرها وتقول: “حان وقت الاستيقاظ حبيبتي”، نعم لا تضع علامات التعجب، فأنت متزوج امرأة، وعليك أن تعي ذلك، فالمرأة تريد منك الود واللين واللطف وعذوبة الكلام.
كما أن الزوج الصالح هو الزوج الذي يتحلَّى بالانضباط، فالرجل كأي كائن لديه كل أنواع الانفعالات بداخله، ولكن يجب عليه أن يمرِّن نفسه على التحكُّم فيها، ولا يطلق لانفعالاته العنان لتخرج منه على شكل أفعال أو كلمات تحزن وتؤلم زوجته، إذ إن ذلك يتطلَّب من الزوج جهدًا وإرادة، فمشاعر مثل نفاد الصبر والغضب والنزعات العدوانية، والرغبة في التحديق بالفتيات والنساء تجعل من حولنا يشعرون بالسوء تجاهنا، فإن جوهر الرجولة يكمن في الانضباط، ويعد شكلًا من أشكال الحب، لأنك تفعل ما يجب عليك فعله للاعتناء بزوجتك، فإذا كنت تسير في الشارع برفقة زوجتك ومرَّت بجانبك فتاة جميلة، وتشعر بأن لديك رغبة قوية في النظر إليها ومتابعتها بعينيك، لكنك تعلم أن زوجتك ستلاحظ ذلك وستنزعج منه، ولكنها لم تقل شيئًا، فتقرر ألا تنظر إلى الفتاة كابحًا رغباتك الداخلية والاكتفاء بزوجتك، إن ذلك هو عين الانضباط وجوهر الرجولة.
كما يجب عليك إذا كنت مدمنًا على مادة مخدِّرة كالحشيش أو عادة سيئة كمشاهدة التلفاز أو تصفُّح الإنترنت لساعات أو سلوك قبيح كمشاهدة الأفلام الخليعة، فعليك أن تستيقظ الآن، فلا يمكنك أن تكون زوجًا صالحًا ومدمنًا في ذات الوقت، لأن الإدمان هو نوع من العلاقات بالغة القوة، تجبرك على الارتباط بها، وتدفعك إلى الابتعاد عن العلاقات الأخرى في حياتك، وعلى رأسها علاقتك مع زوجتك وأولادك، لأنك تصبح أسيرًا لما تدمنه، وبالتالي يجب أن تواجه إدمانك، وأنتِ أيها الزوجة واجهي إدمانك أيضًا، وابحثي هل تدمنين التسوُّق والتبذير؟ هل تدمنين مشاهدة التلفاز وتصفُّح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؟
الفكرة من كتاب زوج صالح زواج ناجح
إن هذا الكتاب موجه إلى الرجال بشكل خاص، إلا أنه يخص النساء بوجه عام وسوف يستفِدن منه أيضًا، إذ يتحدث الكتاب عن الحب، والزواج والعلاقة الزوجية، ويفحص أسباب التعاسة والانفصال وافتقاد الحب بين الزوجين في العصر الحالي، ويرى الكاتب أن الرجال وحدهم من يستطيعون أن يعيدوا الحب والسعادة إلى الحياة الزوجية، ما يضع على كاهلهم المسؤولية الأكبر، والسبب أن الرجال تميل إلى ملاحظة الشيء المعطوب، وتحاول إصلاحه، فهم يصلحون السيارات، وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة المنزلية، وقطع الأثاث، وغيرها من الأشياء من حولهم في المنزل، ويحبون القيام بتلك الإصلاحات، ويشعرون بإحساس جميل من جرَّاء إنجازهم ذلك، وبالتالي فإن الرجال بمقدورهم إصلاح كل شيء وأي شيء، ومن ثمَّ فإن أمام الرجال فرصة ذهبية للقيام بأهم إصلاح في حياتهم، وهو إصلاح حياتهم الزوجية، وذلك من خلال إصلاح أخطائهم، فيتحوَّلون بذلك إلى أزواج مثاليين وصالحين، ولا ينبغي أن يظن الرجل أن ذلك الإصلاح سوف يؤثر في رجولته وسلطته أو يقلِّل منهما أمام زوجته، لأن إتقان المرء دوره يمثل جوهر الرجولة، وكل رجل يرغب في أن يقوم بدوره فقط، وهذا الكتاب يساعد الزوج على أن يؤدي دوره الرجولي في العلاقة الزوجية على أكمل وجه.
مؤلف كتاب زوج صالح زواج ناجح
روبرت مارك ألتر: يعمل استشاري علاقات زوجية، ومعالجًا نفسيًّا للأفراد والأزواج منذ عام 1978، تخرج في جامعة كورنيل، وحصل على درجة الماجستير من جامعة برانديز، كما عمل في السابق محررًا مساهمًا في مجلة Mothering، وقام بتدريس الأدب والكتابة في كلية برانديز وكلية ويلوك، ومن كتبه:
The Transformative Power of Crisis: Our Journey to Psychological Healing and Spiritual Awakening.
It’s (Mostly) His Fault: For Women Who Are Fed Up and the Men Who Love Them.